[تعريفه، وبيان محترزات القيود]
  وقد مضى أن قوله:
  صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو(١)
  [٦٣]
  محمول على زيادة: «أل».
  وبالثاني الحال فإنه بمعنى في حال كذا، لا بمعنى من.
  وبالثالث نحو(٢): «لا رجل» ونحو:
  [٢٨٣] -
  أستغفر اللّه ذنبا لست محصيه
(١) تقدم ذكر هذا الشاهد في باب المعرف بأداة التعريف (وهو الشاهد رقم ٦٣) وذكرنا هناك نسبته إلى قائله وتكملته، فارجع إليه هناك إن شئت، ومحل الشاهد فيه هنا قوله:
(النفس) فإنه تمييز، والبصريون على أن التمييز يجب أن يكون نكرة، فلذلك التزموا ادعاء أن (أل) فيه زائدة، فأما الكوفيون فلم يوجبوا تنكيره؛ فلذلك ذهبوا إلى أن (أل) هذه مفيدة للتعريف.
(٢) اعلم أن المراد بمن التي يكون التمييز على معناها من البيانية، وضابطها: أن يكون المجرور بها هو المبين بها عينه، والمراد هنا أن التمييز يبين جنس المميز كما أن من البيانية تبين ما قبلها، واسم لا النافية للجنس على معنى من الاستغراقية، والاسم الثاني المنصوب في (أستغفر اللّه ذنبا) إذا قلنا إنه على تقدير من كانت من هذه ابتدائية، فلا يكون واحد من اسم لا وهذا الاسم المنصوب داخلا في التعريف لاختلاف معنى من التي يكون التمييز على معناها ومعنى من في هذين النوعين، ولنا أن نقول: إن (أستغفر) يتعدى إلى مفعولين، لأن غفر الثلاثي يتعدى لواحد، والسين والتاء المزيدتين تعدّيان الفعل إلى مفعول؛ فلا يكون المنصوب الثاني في (أستغفر اللّه ذنبا) على معنى من أصالة، ومما ينبغي أن تتنبه له أن معنى قولهم في تعريف التمييز (بمعنى من) أنه قد جيء به لتبيين جنس المميز كما أن من تجيء لبيان جنس ما قبلها، وليس المراد به أن (من) مقدرة (قبل التمييز، فإن هذا المعنى لا يطرد في كل أنواع التمييز فلا يكون مرادا.
[٢٨٣] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
ربّ العباد إليه الوجه والعمل
=