أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التمييز

صفحة 326 - الجزء 2


= الإعراب: (أنفسا) الهمزة حرف استفهام توبيخي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، نفسا: تمييز تقدم على العامل فيه وهو قوله: (تطيب) الآتي، منصوب بالفتحة الظاهرة (تطيب) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (بنيل) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، ونيل: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله تطيب، ونيل مضاف و (المنى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (وداعي) الواو واو الحال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، داعي: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وداعي مضاف و (المنون) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (ينادي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى داعي المنون، وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال (جهارا) مفعول مطلق عامله ينادي، وأصله صفة لمصدر محذوف، وتقدير الكلام: ينادي نداء جهارا.

الشاهد فيه: قوله: (أنفسا) فإنه تمييز، وقد قدمه على العامل فيه وهو قوله: (تطيب) لأنه فعل متصرف، وهذا نادر عند سيبويه، والجمهور كما قررناه سابقا، وهو موضع قياس عند الكسائي والمبرد ومن ذكرنا معهما.

ومثل البيت قول المجنون - وقيل: أعشى همدان، وقيل: المخبل السعدي -:

أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ... وما كان نفسا بالفراق تطيب؟!

وقول الآخر:

ضيّعت حزمي في إبعادي الأملا ... وما أرعويت وشيبا رأسي اشتعلا

¿ تعالى وتوفيقه -

الجزء الثاني من كتاب (أوضح المسالك، إلى ألفية ابن مالك) لابن هشام الأنصاري، مع شرحنا عليه المسمى (عدة السالك، إلى تحقيق أوضح المسالك)

ويليه - إن شاء اللّه تعالى - الجزء الثالث، وأوله (باب حروف الجر)

نسأل اللّه تعالى أن يعين على إكماله على هذا الوجه الذي اخترناه لهذه الطبعة،

إنه - جلت قدرته - ولي ذلك، وهو حسبنا ونعم الوكيل.