هذا باب حروف الجر
  وأما {رَدِفَ لَكُمْ}(١)، فالظاهر: أنّه ضمّن معنى اقترب؛ فهو مثل {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ}(٢).
  والسادس: تقوية العامل الذي ضعف: إما بكونه فرعا في العمل(٣)، نحو:
= بالفتحة الظاهرة (أجار) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ملك، والجملة من الفعل الماضي وفاعله في محل نصب صفة لملك (لمسلم) اللام حرف جر زائد لا يدل على معنى، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، ومسلم: مفعول به لأجار، منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (ومعاهد) الواو حرف عطف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، معاهد: معطوف على مسلم وقد أجرى العطف ههنا على لفظ المعطوف عليه، فهو مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (لمسلم) فإن اللام فيه زائدة لمجرد التوكيد، وذلك لأن (أجار) يتعدى بنفسه، وقد تقدم على معموله؛ فليس بحاجة إلى اللام.
(١) سورة النمل، الآية: ٧٢، والذي ذهب إلى أن اللام في قوله تعالى: {رَدِفَ لَكُمْ} زائدة هو أبو العباس المبرد، وتبعه على ذلك قوم، ولم يرتض هذا التخريج قوم تبعهم المؤلف، وقالوا: إن {رَدِفَ} ضمن معنى اقترب، فتعدى باللام كما تعدى اقترب في قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ}.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ١، ومن اللام الزائدة اللام المعترضة بين المضاف والمضاف إليه، كاللام في قول الشاعر:
يا بؤس للحرب الّتي ... وضعت أراهط فاستراحوا
أصل الكلام: يا بؤس الحرب، فزاد اللام بين المضاف والمضاف إليه تقوية لمعنى الاختصاص الذي تفيد أصله الإضافة، وقد اختلف النحاة في انجرار ما دخلت عليه اللام هل هو بالإضافة كما كان قبل دخول اللام، أم هو باللام؟ والذي نرجحه لك أن تعتبر الجر باللام، لأن هذا هو الظاهر ولا مقتضي للعدول عنه، وأيضا لما علم من أن حرف الجر لا يعلق عن العمل.
(٣) العامل الفرع عن عامل آخر هو المصدر ومثاله قوله: (ساءني ضرب عليّ لخالد) واسم الفاعل، ومنه الآية الأولى في أمثلة المؤلف، واسم المفعول نحو قولك (زيد معطى للدراهم) وأمثله المبالغة، ومن أمثلته الآية الثانية في أمثلة المؤلف.