أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: في ذكر معاني الحروف.]

صفحة 28 - الجزء 3


= الأصبهاني في كتابه الأغاني (٢/ ١١٥ بولاق) بيت الشاهد في ضمن أبيات لابن ميادة يقولها في عبد الواحد هذا، وأول هذه الأبيات قوله:

من كان أخطأه الرّبيع فإنّما ... نضر الحجاز بغيث عبد الواحد

إنّ المدينة أصبحت معمورة ... بمتوّج حلو الشّمائل ماجد

وما ذكره المؤلف عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

وملكت ما بين العراق ويثرب

اللغة: (وملكت) أراد بالملك ههنا السلطة والولاية، يعني امتدت سلطتك في هذه الرقعة من الأرض وانبسط نفوذك على قطانها (يثرب) هو الاسم القديم لطيبة مدينة الرسول ، سميت باسم بانيها وهو رجل من العمالقة، وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى: {يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ} وقد نهى النبي عن إطلاق هذا الاسم عليها، وسماها طيبة (أجار) هو في جميع الأصول التي وقفنا على رواية الأبيات فيها بالجيم والراء المهملة، ومعناه حفظ وحمى، وذكر العيني وحده أنه بمعنى عدى، وكأنه قرأه بالزاي (معاهد) بفتح الهاء أو كسرها - اسم لكل من يدخل بلاد المسلمين بعهد من إمامهم.

المعنى: يقول: لقد امتدت سلطتك أيها الأمير على رقعة فسيحة من الأرض تشمل ما بين العراق ويثرب، وإن سلطانك لعادل قوي، فقد رعى حقوق الناس وضمن مصالحهم وتكفل لهم بالطمأنينة والرغد، من غير تفرقة بين المسلمين الذين هم أهل البلاد وغيرهم ممن يدخل تحت سلطانك بعهد من أهلها وأمان من حكامها.

الإعراب: (ملكت) ملك: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المخاطب فاعله مبني على الفتح في محل رفع (ما) اسم موصول مفعول به لملك، مبني على السكون في محل نصب (بين) ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الاسم الموصول، وبين مضاف و (العراق) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (ويثرب) الواو حرف عطف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، يثرب:

معطوف على العراق، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وكان حقه أن يجره بالفتحة نيابة عن الكسرة ويمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي كما جاء في الآية الكريمة فإنه علم على مدينة معينة كما علمت في لغة البيت، ولكنه لما اضطر لإقامة الوزن نونه وجره بالكسرة الظاهرة. كما فعل النابغة الذبياني في قوله: (يوم حليمة) في الشاهد السابق (ملكا) مفعول مطلق عامله قوله ملكت السابق منصوب =