أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 31 - الجزء 3


= الشاعر، وهو من شواهد النحاة في باب النائب عن الفاعل:

ولو ولدت قفيرة جرو كلب ... لسبّ بذلك الجرو الكلابا

ومن شواهد استعمال المضارع منه قوله اللّه تعالى في سورة الصمد {لَمْ يَلِدْ} وقول الشاعر:

إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة ... ولم تجدي من أن تقرّي به بدّا

ومن شواهد استعمال فعل الأمر ما في بيت الشاهد (لدوا للموت) والموت: هو انتهاء الحياة بخمود حرارة البدن وبطلان حركته (وابنوا للخراب) الخراب - بفتح الخاء المعجمة - هو ضد العمران، وتقول: عمرت الدار تعمر - بوزن فرح يفرح - إذا أهلت بسكانها.

الإعراب: (لدوا) فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وحرك آخره بالضم لمناسبة واو الجماعة، وواو الجماعة فاعله مبني على السكون في محل رفع (للموت) اللام حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والموت:

مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله لدوا (وابنوا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وابن: فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فاعله مبني على السكون في محل رفع، والجملة من فعل الأمر وفاعله معطوفة بالواو على جملة لدوا (للخراب) اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الخراب: مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله ابنوا (فكلكم) الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، كل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وكل مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه (يصير) فعل مضارع ناقص مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كل (إلى) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (الذهاب) مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر يصير، وجملة يصير واسمه وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو كل، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب تعليلية.

الشاهد فيه: قوله (للموت) وقوله: (للخراب) فإن اللام فيهما ليست دالة على التعليل؛ إذ لا يعقل أن أحدا يفهم أن علة البناء والسبب الحامل عليه هو الخراب، وأن =