[فصل: في ذكر معاني الحروف.]
  والحادي عشر: البعدية، نحو: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}(١)، أي: بعده.
  والثاني عشر: الاستعلاء نحو: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ}(٢) أي: عليها(٣).
[للباء اثنا عشر معنى أيضا]
  وللباء اثنا عشر معنى أيضا:
  أحدها: الاستعانة؛ نحو: (كتبت بالقلم)(٤).
= علة الولادة هي الموت، وإنما هذان أمران يصير المآل إليهما من غير أن يكون أحدهما باعثا وحافزا.
ونظير ذلك قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً} فإن الباعث الذي بعث فرعون وقومه على التقاط موسى هو أن يكون لهم قرة عين وأن يتخذوه ولدا، لكن صادف أن صارت عاقبته ومآله أن كان لهم عدوا.
هذا، وقد منع بعض النحاة أن تجيء اللام للصيرورة، وزعم أنها لا تنفك عن التعليل، وهذا الفريق يجعل اللام في البيت وفي الآية الكريمة داخلة على محذوف هو العلة الباعثة.
(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٨، والسر في جعلهم اللام في هذه الآية الكريمة بمعنى بعد:
أن وقت الصلاة إنما يعلم دخوله بالدلوك، فلا تقام الصلاة إلا بعد الدلوك، وهو ميل الشمس عن الاستواء.
ومثل الآية الكريمة قوله ﷺ «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته» وقول متمم بن نويرة:
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أي بعد طول اجتماع.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ١٠٩.
(٣) ومن شواهد مجيء اللام بمعنى على قول جابر بن حنى بن حارثة التغلبي:
تناوله بالرّمح ثمّ اثّنى له ... فخرّ صريعا لليدين وللفم
وخرجوا عليه قول اللّه تعالى في قصة إسماعيل وإبراهيم @ {فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} وتله: كبه وصرعه، يعني - واللّه أعلم - فلما انقادا جميعا لأمر اللّه تعالى وخضعا لإرادته وصرع إبراهيم ابنه إسماعيل على وجهه، وذلك كما تقول: كببته على وجهه.
(٤) علامة باء الاستعانة أن تكون داخلة على الآلة التي يصنع بها الفعل، نحو (نجرت =