أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: في ذكر معاني الحروف.]

صفحة 38 - الجزء 3

  أي: عني.


= لفظ الجلالة على التعظيم، وعمر: مصدر أضيف لفاعله الذي هو ياء المتكلم أو كاف المخاطب، قال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

أكما ينعتني تبصرنني ... عمركنّ اللّه أم لا يقتصد

المعنى: إذا رضيت عني بنو قشير سرني رضاها، وذلك لأنه يعود على تعظيم الجدوى، وهذا متصل المعنى بقول الآخر:

إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب (رضيت) رضي: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء للتأنيث (عليّ) جار ومجرور متعلق برضي (بنو) فاعل رضي، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، وقد مر في باب الفاعل أن جمع المذكر السالم، وخاصة لفظ (بنو) يجوز عند قوم تأنيث الفعل المسند إليه، وبنو مضاف و (قشير) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (لعمر) اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، عمر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وعمر مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا، وتقدير الكلام: لعمر اللّه يميني، أو لعمر اللّه ما أحلف به (أعجبني) أعجب: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، مبني على السكون في محل نصب (رضاها) رضا: فاعل أعجب مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف وضمير الغيبة العائد إلى بني قشير مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.

الشاهد فيه: قوله: (رضيت عليّ) فإن (على) فيه بمعنى (عن) وذلك من قبل أن الأصل في (رضي) أن يتعدى بعن، لا بعلى، مثل قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ}، ومثل قول الشاعر السابق:

إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها

وإنما عدى الشاعر في بيت الشاهد (رضي) بعلى، حملا على ضده الذي هو غضب، فإنه يتعدى بعلى كما في البيت الذي أنشدناه، ومن سنن العرب أن يحملوا الشيء على ضده كما يحملونه على مثله، وهذا تخريج الكسائي لهذه العبارة في هذا البيت.

وذهب أبو عبيدة إلى أن الشاعر ضمن رضي في هذا البيت معنى أقبل فعداه تعديته، =