أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 57 - الجزء 3

  أو اسميّة، كقوله:

  [٣٠٧] -

  وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع

  وهما حينئذ، ظرفان باتفاق⁣(⁣١).


[٣٠٧] - هذا الشاهد من كلام الأعشى ميمون بن قيس، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وليدا وكهلا حين شبت وأمردا

اللغة: (يافع) هو الغلام الذي ناهز العشرين، ويقال: يفع وأيفع فهو يافع، ولا يقال موفع؛ فكأنهم استغنوا باسم الفاعل من الثلاثي عن اسم الفاعل من المزيد فيه (وليدا) هو الصبي (وكهلا) الكهل: من جاوز الثلاثين، وقيل: من جاوز الأربعين إلى الخمسين أو الستين (وأمردا) هو من لم ينبت في وجهه شعر مع أنه لم يبلغ حد نبات الشعر، فإن بلغ الحد ولم ينبت شعره فهو ثط.

الإعراب: (ما) نافية (زلت) زال: فعل ماض ناقص مبني على فتح مقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وتاء المتكلم اسمه مبني على الضم في محل رفع (أبغي) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (المال) مفعول به لأبغي منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة الفعل المضارع الذي هو أبغي وفاعله ومفعوله في محل نصب خبر زال (مذ) ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب عامله أبغي السابق (أنا) ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع (يافع) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ والخبر في محل جر بإضافة مذ إليها، ومن العلماء من زعم أن مذ مضاف إلى زمن مضاف، إلى الجملة، والتقدير: مذ زمن كوني يافعا، ومن العلماء من أعرب (مذ) مبتدأ فهو مبني على السكون في محل رفع، وجعل جملة المبتدأ والخبر الواقعة بعده في محل جر بإضافة اسم زمان يقع خبرا للمبتدأ الذي هو مذ، وكأنه قال: أول أمد بغائي الخير وقت أنا يافع، ومنه تعلم ما في قول المؤلف:

(وهما حينئذ ظرفان باتفاق)، وسنفصل لك هذا الموضوع بعد الانتهاء من شرح البيت.

الشاهد فيه: قوله: (مذ أنا يافع) حيث دخلت (مذ) على الجملة الاسمية.

(١) حكى العلماء - وتبعهم المؤلف في كتابه مغني اللبيب - أن من النحاة من ذهب إلى أن =