هذا باب حروف الجر
  حتى قال الفارسي(١): يجب أن تقدّر (ما) اسما مجرورا ب (ربّ) بمعنى شيء، و (الجامل) خبرا لضمير محذوف، والجملة صفة لما، أي: ربّ شيء هو الجامل المؤبّل.
= اللغة: (الجامل) اسم جمع للإبل لا واحد له من لفظه، وقيل: القطيع من الإبل مع راعيها (المؤبل) المعد للقنية، و (عناجيج) جمع عنجوج، بزنة عصفور - وهي الخيل الطويلة الأعناق، و (المهار) بكسر الميم - جمع مهر - بضمها - وهو ولد الفرس، والأنثى مهرة.
الإعراب: (ربما) رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما: حرف زائد يكف رب عن العمل، مبني على السكون لا محل له من الإعراب (الجامل) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (المؤبل) نعت للجامل مرفوع بالضمة الظاهرة (فيهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (وعناجيج) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، عناجيج: معطوف على الجامل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (بينهن) بين: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وبين مضاف وضمير الغائبات العائد إلى العناجيج مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (المهار) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع صفة لعناجيج.
الشاهد فيه: قوله (ربما الجامل فيهم) حيث دخلت (رب) المكفوفة بما على الجملة الاسمية، وهو نادر.
(١) ذهب الفارسي إلى أنه لا يجوز دخول (رب) المكفوفة على الجملة الاسمية أصلا، ولهذا اضطر إلى جعل (ما) - في هذا البيت - نكرة بمعنى شيء مجرور المحل برب، وجعل قوله (الجامل) خبر مبتدأ محذوف، أي: رب شيء هو الجامل، وفيهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال؛ فيكون مدخول رب مفردا، وقد ذكر ذلك المؤلف.
فإن قلت: فما منعكم أن تجعلوا - على قول أبي علي الفارسي - قول الشاعر (الجامل المؤبل فيهم) جملة من مبتدأ هو الجامل وخبر هو قوله (فيهم) وهذه الجملة في محل جر صفة لما.
فالجواب أنه إنما منعنا من ذلك أنا لو ارتكبناه لكانت جملة النعت خالية مما يربطها =