[فصل: تكون الإضافة على معنى حرف من ثلاثة أحرف من حروف الجر]
  في ثوب ودراهم: (ثوب زيد) و (دراهمه) ومن نون تلي علامة الإعراب، وهي نون التثنية وشبهها؛ نحو: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ}(١)، و (هذان اثنا زيد) ونون جمع المذكّر السالم وشبهه، نحو: {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ}(٢)، و (عشرو عمرو) ولا تحذف النون التي تليها علامة الإعراب، نحو: (بساتين زيد)، و {شَياطِينَ الْإِنْسِ}(٣).
  ويجرّ المضاف إليه بالمضاف، وفاقا لسيبويه، لا بمعنى اللّام، خلافا للزجاج(٤).
[فصل: تكون الإضافة على معنى حرف من ثلاثة أحرف من حروف الجر]
  فصل: وتكون الإضافة على معنى اللّام بأكثريّة، وعلى معنى (من) بكثرة، وعلى معنى (في) بقلّة(٥).
= والضرب الثاني: ما يكون حذفه جائزا لا واجبا، وذلك تاء التأنيث بشرط ألّا يوقع حذفها في لبس، نحو عدة وإقامة، يجوز أن تقول عدتك وإقامتك بذكر التاء - وقد قال اللّه تعالى: {وَأَقامَ الصَّلاةَ} وقال الشاعر:
إنّ الخليط أجدّ البين فانجردوا ... وأخلفوك عد الأمر الّذي وعدوا
بحذف التاء من إقامة في الآية الكريمة، وحذف التاء من (عدة) في البيت.
(١) سورة المسد، الآية: ١.
(٢) سورة الحج، الآية: ٣٥.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١١٢.
(٤) في هذه المسألة أربعة أقوال للنحاة:
الأول: - وهو قول سيبويه، ورجحه المتأخرون كما ترى في كلام المؤلف - وحاصله أن المضاف هو الذي عمل الجر في المضاف إليه، واستدلوا على ذلك بأن المضاف إليه قد يكون ضميرا نحو درهمك وكتابي وديناره، وقد علم أن الضمير لا يتصل إلا بالعامل فيه.
الثاني: أن الجار هو الإضافة، وإليه ذهب السهيلي وأبو حيان.
القول الثالث: أن الجار هو ما تتضمنه الإضافة من معنى اللام، وهو قول الزجاج.
القول الرابع: أن الجار للمضاف حرف جر مقدر، وإليه ذهب ابن الباذش، ويرده أنا لا نجد لهذا الحرف الذي سنقدره متعلقا يتعلق به.
(٥) اعلم أولا أن كون الإضافة تجيء على معنى أحد حروف ثلاثة - هي اللام، ومن، =