أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مسألة: يكتسب المضاف من المضاف إليه واحدا من عشرة أمور]

صفحة 92 - الجزء 3


= والتأنيث كما في نحو (قطعت بعض أصابعه).

وبقي عليه أربعة أمور لم يذكرها لا هناك ولا هنا:

أحدها: الظرفية - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه ظرفا - نحو قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها} وكقول الراجز:

أنا أبو المنهال بعض الأحيان

ثانيها: المصدرية - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه مصدرا - كقوله جل ذكره:

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، وكقول الشاعر:

ستعلم ليلى أيّ دين تداينت ... وأيّ غريم للتّقاضي غريمها

وكقول مجنون بني عامر:

وقد يجمع اللّه الشّتيتين بعد ما ... يظنّان كلّ الظّنّ أن لا تلاقيا

ثالثها: وجوب التصدير - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه من الأسماء التي تستوجب التصدير، كأسماء الاستفهام - نحو (غلامك من عندك؟) و (صبيحة أي يوم سفرك؟) و (غلام أيهم أكرمت؟) و (من صاحب أيهم أنت أكرم).

رابعها: البناء، وذلك في مواضع:

أحدها: إذا كان المضاف مبهما كغير ومثل وبين ودون، وكان المضاف إليه مبنيا، وذلك نحو قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} في قراءة من فتح بين، وهي فاعل تقطع، بدليل قراءة الرفع، وكقول الفرزدق في بعض التخريجات التي مر ذكرها:

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

بفتح مثل على أنه خبر مقدم وبشر مبتدأ مؤخر؛ لأن (ما) الحجازية لا يتقدم خبرها على اسمها، وكذا قوله تعالى: {أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ} فيمن فتح مثل.

الموضع الثاني: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه لفظ (إذ) نحو قوله تعالى: {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ} {مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} بفتح يوم فيهما.

الموضع الثالث: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه فعل مبني، سواء أكان بناؤه أصليا كالماضي في نحو قول النابغة:

على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت: ألمّا تصح والشّيب وازع؟

أم كان بناؤه عارضا كالمضارع المقترن بنون النسوة في نحو قوله:

لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما ... على حين يستصبين كلّ حليم

=