[مسألة: يكتسب المضاف من المضاف إليه واحدا من عشرة أمور]
= والتأنيث كما في نحو (قطعت بعض أصابعه).
وبقي عليه أربعة أمور لم يذكرها لا هناك ولا هنا:
أحدها: الظرفية - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه ظرفا - نحو قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها} وكقول الراجز:
أنا أبو المنهال بعض الأحيان
ثانيها: المصدرية - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه مصدرا - كقوله جل ذكره:
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، وكقول الشاعر:
ستعلم ليلى أيّ دين تداينت ... وأيّ غريم للتّقاضي غريمها
وكقول مجنون بني عامر:
وقد يجمع اللّه الشّتيتين بعد ما ... يظنّان كلّ الظّنّ أن لا تلاقيا
ثالثها: وجوب التصدير - وذلك فيما إذا كان المضاف إليه من الأسماء التي تستوجب التصدير، كأسماء الاستفهام - نحو (غلامك من عندك؟) و (صبيحة أي يوم سفرك؟) و (غلام أيهم أكرمت؟) و (من صاحب أيهم أنت أكرم).
رابعها: البناء، وذلك في مواضع:
أحدها: إذا كان المضاف مبهما كغير ومثل وبين ودون، وكان المضاف إليه مبنيا، وذلك نحو قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} في قراءة من فتح بين، وهي فاعل تقطع، بدليل قراءة الرفع، وكقول الفرزدق في بعض التخريجات التي مر ذكرها:
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
بفتح مثل على أنه خبر مقدم وبشر مبتدأ مؤخر؛ لأن (ما) الحجازية لا يتقدم خبرها على اسمها، وكذا قوله تعالى: {أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ} فيمن فتح مثل.
الموضع الثاني: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه لفظ (إذ) نحو قوله تعالى: {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ} {مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} بفتح يوم فيهما.
الموضع الثالث: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه فعل مبني، سواء أكان بناؤه أصليا كالماضي في نحو قول النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت: ألمّا تصح والشّيب وازع؟
أم كان بناؤه عارضا كالمضارع المقترن بنون النسوة في نحو قوله:
لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما ... على حين يستصبين كلّ حليم
=