أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 93 - الجزء 3

  وبالعكس، وشرط ذلك في الصورتين صلاحية المضاف للاستغناء عنه بالمضاف إليه.

  فمن الأول⁣(⁣١) قولهم: (قطعت بعض أصابعه)، وقراءة بعضهم: تلتقطه بعض السيارة⁣(⁣٢)، وقوله:

  [٣٢٤] -

  طول اللّيالي أسرعت في نقضي


= وسيأتي ذكر هذين الموضعين في آخر هذا الباب.

فثم عشرة أمور يكتسبها المضاف من المضاف إليه.

(١) يكتسب المضاف المذكر من المضاف إليه المؤنث في ثلاث صور:

الصورة الأولى: أن يكون المضاف بعض المضاف إليه، ومن أمثلته قولهم (قطعت بعض أصابعه) وقراءة الحسن البصري تلتقطه بعض السيارة وقد ذكر المؤلف هذين المثالين، وقولهم (جدعت أنف هند) وقول الشاعر، وينسب للمجنون:

وما حبّ الدّيار شغفن قلبي ... ولكن حبّ من سكن الدّيارا

وقول الآخر: وهو الأعشى ميمون:

وتشرق بالقول الّذي قد أذعته ... كما شرقت صدر القناة من الدّم

ومن هذه الأمثلة تفهم أن المراد بكون المضاف بعض المضاف إليه أن يكون بعضه في المعنى، وليس المراد أن يكون لفظ بعض خاصة.

الصورة الثانية: أن يكون المضاف كلّا للمضاف إليه، نحو قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ} وقوله سبحانه: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ} ونحو قول عنترة:

جادت عليه كلّ عين ثرّة ... فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

والصورة الثالثة: أن يكون المضاف وصفا في المعنى للمضاف إليه، ومن ذلك إضافة المصدر، كإضافة طول إلى الليالي في الشاهد رقم ٣٢٤ وكما في قول ذي الرمة:

مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت ... أعاليها مرّ الرّياح النّواسم

(٢) سورة يوسف، الآية: ١٠

[٣٢٤] - هذا الشاهد من كلام الأغلب العجلي، وهذا الذي ذكره المؤلف بيت من الرجز المشطور، ورد في كلمة له يتحسر فيها على ذهاب متنه وضعف قوته بسبب الكبر والشيخوخة، وهي قوله:

أصبحت لا يحمل بعضي بعضي ... منفّها أروح مثل النّقض

=