[فصل: الغالب صلاحية الاسم للإضافة وللقطع عنها، ومنها ما تمتنع إضافته]
  الجامع)، وتأويله: أن يقدّر موصوف، أي: حبّة البقلة الحمقاء، وصلاة الساعة الأولى، ومسجد المكان الجامع.
  ومن الثالث(١) قولهم: (جرد قطيفة)، و (سحق عمامة)، وتأويله: أن يقدّر موصوف أيضا، وإضافة الصفة إلى جنسها، أي: شيء جرد من جنس القطيفة، وشيء سحق من جنس العمامة.
[فصل: الغالب صلاحية الاسم للإضافة وللقطع عنها، ومنها ما تمتنع إضافته]
  فصل: الغالب على الأسماء أن تكون صالحة للإضافة والإفراد، ك (غلام) و (ثوب).
= اللفظ الثاني، - وهو المضاف إليه - اسم عام يصلح لأن يكون موصوفا بالمضاف إليه، فيكون تقدير المثال الأول: حبة البقلة الحمقاء، بتقدير اسم من أسماء الأعيان عام يشمل الاسم الأول وغيره، ويكون تقدير المثال الثاني: صلاة الساعة الأولى، بتقدير اسم زمان يصلح أن يكون وقتا للاسم الأول وغيره، ويكون تقدير المثال الثالث:
مسجد المكان الجامع، بتقدير اسم مكان يصلح أن يكون محلّا للاسم الأول وغيره، وقد أشار المؤلف إلى هذه التقديرات إشارة دقيقة، وكلامنا هذا بيان وإيضاح له.
(١) الثالث هو إضافة الصفة إلى الموصوف، ومنها في القرآن الكريم قوله تعالى: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ} فإن أصل الكلام: يعلم الأعين الخائنة، ونظيره قول شاعر الحماسة:
إنّا محيّوك يا سلمى فحيّينا ... وإن سقيت كرام النّاس فاسقينا
وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة ... يوما سراة كرام القوم فادعينا
فإن أصل قوله في البيت الأول: (كرام الناس) الناس الكرام، وأصل قوله في البيت الثاني: (سراة كرام القوم) سراة القوم الكرام، وقد علمنا في بيان النوع الثاني أن الصفة والموصوف يدل كل منهما على الذات، فتكون إضافة الصفة إلى الموصوف مثل إضافة الموصوف إلى الصفة، كل واحدة منهما إضافة أحد المترادفين إلى مرادفه، وتأويل هذا النوع أن تقدر قبل الاسم الأول لفظا عاما يصلح أن يكون موصوفا بالمضاف، وحينئذ تكون الإضافة على معنى من التي لبيان الجنس، فتقدير المثالين اللذين ذكرهما المؤلف: شيء جرد من جنس القطيفة، وشيء سحق من جنس العمامة، ومن هنا نعلم أن المؤلف قد صرح في التأويل بالموصوف الذي أشرنا إليه، وبحرف الجر الذي تصبح الإضافة على معناه.