أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مسألة: لا تجوز إضافة اسم لمرادفه]

صفحة 98 - الجزء 3

  فمن الأوّل قولهم: (جاءني سعيد كرز)⁣(⁣١)، وتأويله: أن يراد بالأوّل المسمّى وبالثاني الاسم، جاءني مسمّى هذا الاسم⁣(⁣٢).

  ومن الثاني⁣(⁣٣) قولهم: (حبّة الحمقاء)، و (صلاة الأولى)، و (مسجد


(١) كرز - بضم الكاف وسكون الراء، وآخره زاي - هو هنا لقب، وأصله بمعنى خرج الراعي الذي يحمل فيه متاعه، وقيل: هو الجوالق الصغير، وكرز الجعل: دحروجته.

(٢) اعلم أولا أن مثل قولهم؛ (سعيد كرز) بإضافة الاسم إلى اللقب على التأويل بأن المراد بالأول المسمى وبالثاني الاسم قولهم: (جئت ذا صباح) و (ذهبت ذات عشية) أو (سرت ذات يوم) تريد وقتا صاحب اسم هو صباح، ومدة صاحبة اسم هو عشية، ومدة صاحبة اسم هو يوم.

واعلم ثانيا أن تأويل الأول من الاسم واللقب بالمسمى وتأويل الثاني بالاسم إنما يكون فيما إذا نسبت إلى هذا المركب الإضافي ما لا يليق أن ينسب إلى مجرد اللفظ كما لو قلت: (جاءني سعيد كرز) أو قلت: (يا سعيد كرز) فإن المجيء إنما يسند إلى الذات لا إلى اللفظ، فإن نسبت إلى هذا المركب ما ينسب عادة إلى الألفاظ كأن تقول: (كتبت سعيد كرز) أو (نطقت بسعيد كرز) وجب أن يكون تأويل الأول بالاسم والثاني بالمسمى، عكس التأويل الأول، ومنه تعلم أن التأويل الذي في كلام المؤلف ليس متعينا في كل كلام، وأنه ذكر على سبيل التمثيل.

ثم اعلم ثالثا أن البصريين الذين منعوا إضافة الاسم إلى مرادفه وأوجبوا التأويل فيما سمع مما يوهم ذلك، هم الذين قالوا: إذا كان الاسم واللقب مفردين وجب إضافة الاسم إلى اللقب، وقد تبعهم ابن مالك في ذلك كما تقدم ذكره في باب العلم، وهو مشكل غاية في الإشكال، ولهذا رده ابن هشام فقال: (ويرده النظر وقولهم هذا يحيى عينان) (انظر الجزء الأول ص ١٣٢).

(٣) الثاني هو إضافة الموصوف إلى الصفة، ألا ترى أن الأصل: حبة حمقاء، وصلاة أولى، ومسجد جامع، واللفظ الثاني من هذه الأمثلة صفة للفظ الأول كما ترى، فلما أضافوا الأول إلى الثاني - وهما دالان على ذات واحدة - كانوا قد أضافوا اللفظ الدال على معنى إلى لفظ آخر يدل على نفس معنى اللفظ الأول، وهذه هي إضافة المترادفين.

وتأويل كل مثال من هذه المثل غير تأويل غيره منها، لكن الضابط العام أن يقدر قبل =