أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 125 - الجزء 3

  [٣٣٩] -

  إنّ للخير وللشّرّ مدى ... وكلا ذلك وجه وقبل

  لأنّ (ذا) مثنّاة في المعنى مثلها في قوله تعالى: {لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ}⁣(⁣١)، أي: وكلا ما ذكر، وبين ما ذكر.

  والثالث: أن يكون كلمة واحدة؛ فلا يجوز (كلا زيد وعمرو) فأما قوله:


= الشاهد فيه: قوله: (كلانا) حيث أضيف لفظ (كلا) إلى الضمير الذي هو (نا) وهو لفظ موضوع للدلالة على ما فوق الواحد؛ فهو يطلق على الاثنين والثلاثة والأكثر، فتكون دلالته على الاثنين من باب دلالة المشترك على أحد معانيه، وهو ظاهر إن شاء اللّه تعالى.

[٣٣٩] - هذا الشاهد من كلام عبد اللّه بن الزبعرى أحد شعراء قريش، من كلمة يقولها بعد غزوة أحد يتشفى بالمسلمين، وكان إذ ذاك لا يزال على جاهليته.

اللغة: (المدى) غاية الشيء ومنتهاه (والوجه) الجهة (القبل) بفتحتين - المحجة الواضحة.

الإعراب: (إن) حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (للخير) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن تقدم على اسمه (وللشر) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، للشر: جار ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور السابق (مدى) اسم إن مؤخر عن خبره، منصوب بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر (وكلا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، كلا: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف واسم الإشارة في (ذلك) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (وجه) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وقبل) الواو حرف عطف، قبل: معطوف بالواو على خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.

الشاهد فيه: قوله: (وكلا ذلك) حيث أضاف (كلا) إلى مفرد لفظا، وهو (ذلك) وساغ ذلك لأنه مثنى في المعنى بسبب عوده إلى اثنين هما الخير والشر.

(١) سورة البقرة، الآية: ٦٨.