أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 174 - الجزء 3

  [٣٦٢] -

  كأنّ برذون أبا عصام ... زيد حمار دقّ باللّجام

  أي: كأنّ برذون زيد يا أبا عصام.


= المضارع بالنداء، فكان من حق الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالنداء أن يكون جائزا في سعة الكلام كالفصل بالقسم لأنهما بمنزلة واحدة، لكن النحاة لم يسووا بينهما في الحكم، وجعلوا الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالقسم جائزا في السعة والفصل بالنداء مقصورا على ضرورة الشعر، والسر في ذلك أنهم وجدوا في كلام العرب المنثور الفصل بالقسم كالعبارة التي أثرناها لك عن الكسائي والعبارة التي أثرناها لك عن أبي عبيدة، ولم يجدوا مثل هذا في الفصل بالنداء، فوقفوا عند السماع؛ لأنه هو الأساس في كل ما أصلوه من قواعد، جزاهم اللّه أحسن الجزاء.

[٣٦٢] - هذا بيت من الرجز، أو بيتان من مشطوره، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به.

اللغة: (البرذون) - بكسر فسكون ففتح فسكون، بزنة جردحل - ضرب من الخيل أبواه ليسا من الخيل العربية (أبا عصام) كنية رجل (دق) - بضم الدال - زين وحسن.

الإعراب: (كأن) حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (برذون) اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة (أبا) منادى بحرف نداء محذوف، والتقدير: يا أبا عصام، وسيأتي في بيان الاستشهاد بالبيت وجه آخر من وجوه الإعراب في هذه الكلمة، وبيان رأينا فيه، وأبا مضاف، و (عصام) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وبرذون مضاف و (زيد) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (حمار) خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة (دق) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحمار (باللجام) جار ومجرور متعلق بدق، وجملة دق من الفعل الماضي المبني للمجهول ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع صفة لحمار.

الشاهد فيه: قوله: (برذون أبا عصام زيد) حيث فصل بين المضاف وهو قوله:

(برذون) والمضاف إليه وهو قوله: (زيد) بالنداء وهو قوله: (أبا عصام) وذلك كله على أن أبا عصام كنية رجل منادى وهو غير زيد، فأما إذا كان أبو عصام هو زيدا فإن قوله:

(برذون) على ذلك مضاف وقوله: (أبا عصام) مركب إضافي أضيف إليه برذون على حد قوله:

إن أباها وأبا أباها

ويكون قوله: (زيد) بالجر بدلا من أبي عصام، ولا =