أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 178 - الجزء 3

  واتفق الجميع على ذلك في عليّ ولديّ، ولا يختصّ بياء المتكلم، بل هو عامّ في كل ضمير، نحو: عليه ولديه، وعلينا ولدينا، وكذا الحكم في إليّ.


= وهوى مضاف وضمير الغائبين العائد إلى البنين مضاف إليه مبني على الضم في محل جر (فتخرموا) الفاء حرف عطف، تخرم: فعل ماض مبني للمجهول، وواو الجماعة نائب فاعل (ولكل) الواو واو الحال، لكل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وكل مضاف و (جنب) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (مصرع) مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: (هويّ) وأصله (هواي) الألف ألف المقصور، والياء ياء المتكلم، والعرب كافة إذا أضافوا المقصور إلى ياء المتكلم يبقون ألفه على حالها فيقولون:

فتاي، وعصاي، ورحاي، وهواي، قال شاعر الحماسة:

هواي مع الرّكب اليمانين مصعد ... جنيب، وجثماني بمكّة موثق

إلا هذيلا؛ فإنهم يقلبون الألف ياء ويدغمونها في ياء المتكلم، فيقولون فتيّ، وعصيّ، ورحيّ، وهويّ، وعلى ذلك قول أبي ذؤيب الذي أنشده المؤلف، وحكى قوم هذه اللغة عن طيئ، وحكاها آخرون عن قريش، وبها قرأ الجحدري في قوله تعالى:

{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ} وهذا القلب عند من ذكر جائز. ومما جاء على قلب ألف المقصور ياء قول المتنخل اليشكري:

يطوّف بي عكبّ في معدّ ... ويطعن بالصّملّة في قفيّا

الصملة: العصا أو الحربة، وأراد (في قفاي) فقلب، وبعده:

فإن لم تثأرا لي من عكبّ ... فلا أرويتما أبدا صديّا

أراد (صداي) فقلب الألف ياء وأدغمها في ياء المتكلم، والصدى: العطش، وقال أبو دواد الإيادي:

فأبلوني بليّنكم لعلّي ... أصالحكم وأستدرج نويّا

أبلوني: أحسنوا إليّ، وأستدرج: أعيده أدراجه وأراد (نواي) وهو ما كان ينويه من مفارقتهم.

ومما جاء على هذا القلب قول أبي الأسود الدؤلي، في أهل بيت رسول اللّه (مختصر تاريخ دمشق ٧/ ١٠٨):

أحبّهم لحبّ اللّه، حتّى ... أجيء - إذا بعثت - على هويّا