هذا باب إعمال المصدر، واسمه
  [٣٦٥] -
  ضعيف النّكاية أعداءه
= سقناها، وهذا رأي ابن طلحة، ووافقه عليه أبو حيان، ويمكن أن يكون هذا رأي سيبويه لأنه يقول (وتقول: عجبت من الضرب زيدا، كما قلت: عجبت من الضارب زيدا، فتكون الألف واللام بمنزلة التنوين) اه.
[٣٦٥] - هذا الشاهد من أبيات سيبويه (١/ ٩٩) التي لم يعرفوا لها قائلا معينا، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من المتقارب، وعجزه قوله:
يخال الفرار يراخي الأجل
اللغة: (النكاية) مصدر نكيت العدو، أي أثرت فيه ونلت منه (يخال) يظن (يراخي) يؤخر.
الإعراب: (ضعيف) خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو ضعيف، وضعيف مضاف و (النكاية) مضاف إليه (أعداءه) أعداء: مفعول به للنكاية منصوب بالفتحة الظاهرة، وأعداء مضاف وضمير الغائب مضاف إليه مبني على الضم في محل جر (يخال) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو (الفرار) مفعول أول ليخال منصوب بالفتحة الظاهرة (يراخي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفرار (الأجل) مفعول به ليراخي منصوب بالفتحة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف، وجملة يراخي وفاعله ومفعوله في محل نصب مفعول ثان ليخال.
الشاهد فيه: قوله: (النكاية أعداءه) حيث أعمل المصدر المقترن بأل، وهو قوله:
(النكاية) فنصب به المفعول وهو قوله: (أعداءه) ونظيره قول الآخر:
لقد علمت أولى المغيرة أنّني ... كررت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا
ودعوى أن ناصب المفعول في هذه الحالة هو المصدر المقترن بأل قول سيبويه والخليل رحمهما اللّه تعالى، وذهب أبو العباس المبرد إلى أن ناصب المفعول حينئذ هو مصدر آخر محذوف يدل عليه المصدر المذكور، وهذا المصدر المحذوف منكر؛ فالتقدير عنده: ضعيف النكاية نكاية أعداءه، وذهب أبو سعيد السيرافي إلى أن أعداءه ونحوه منصوب على نزع الخافض، والأصل عنده: ضعيف النكاية في أعدائه، ثم حذف حرف الجر فانتصب الاسم.