هذا باب إعمال المصدر، واسمه
=
أكفرا بعد ردّ الموت عنّي؟
اللغة: (أكفرا) الكفر - بضمّ الكاف - جحد النعمة التي أسديت إليك وإنكارها على مسديها، إما بالقول وإما بالعمل على غير ما يوجبه الشكر، وكان القطامي قد أسر في حرب فأطلقه زفر بن الحارث ووهب له مائة من الإبل؛ ففي ذلك يقول القصيدة التي منها بيت الشاهد (الرتاعا) بكسر الراء، بزنة الكتاب - وهي التي تستام وترتع وترعى من غير أن يردها أحد. وذلك مما يورثها سمنا، ويروى (الرباعا) بالباء الموحدة، وهي التي تنتج زمن الربيع.
المعنى: يقول: أأجزيك جحدا لنعمتك ونكرانا لجميلك وأنت الذي مننت علي بالحياة ووهبتني العمر بعد ما كاد ينقضي، ولم تكتف بذلك وإنما زدت تفضلا وأربيت في المنة علي، وذلك غاية ما يرجى من الكريم؟!
الإعراب: (أكفرا) الهمزة للاستفهام الإنكاري، كفرا: مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: أأكفر كفرا (بعد) ظرف زمان منصوب بالفعل المحذوف الذي عمل في المصدر، وبعد مضاف و (رد) مضاف إليه، ورد مضاف و (الموت) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله (عني) جار ومجرور متعلق بقوله رد (وبعد) الواو حرف عطف، بعد: ظرف زمان معطوف بالواو على ظرف الزمان السابق، وبعد مضاف وعطاء من (عطائك) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وعطاء مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه من إضافة اسم المصدر إلى فاعله مبني على الفتح في محل جر، وله محل آخر وهو الرفع على الفاعلية (المائة) مفعول به لعطاء منصوب بالفتحة الظاهرة (الرتاعا) نعت للمائة منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه: قوله: (عطائك المائة) حيث أعمل اسم المصدر، وهو قوله: (عطاء) إعمال المصدر؛ فأضافه إلى فاعله وهو كاف المخاطب، ثم نصب به المفعول وهو قوله: (المائة).
ونظير هذا الشاهد قول الآخر:
قالوا: كلامك هندا وهي مصغية ... يشفيك؟ قلت: صحيح ذاك لو كانا
فإن قوله: (كلام) اسم مصدر فعله كلم - بتضعيف اللام - والمصدر هو التكليم، وقد أعمل هذا الشاعر اسم المصدر عمل المصدر، فأضافه إلى فاعله وهو كاف المخاطب، ثم نصب به المفعول وهو قوله (هندا). =