[إضافة المصدر إلى فاعله وإلى مفعوله]
  [٣٦٨] -
  قرع القواقيز أفواه الأباريق
[٣٦٨] - هذا الشاهد من كلام الأقيشر الأسدي، واسمه المغيرة بن عبد اللّه، وما ذكره المؤلف عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:
أفنى تلادي وما جمّعت من نشب
اللغة: (تلادي) التلاد من المال كالتالد والتليد، وهو المال القديم (نشب) النشب - بالشين معجمة - ما لا يستطيع الإنسان حمله من أمواله كالدور والضياع ونحوها (قرع القواقيز) القرع: مصدر قولك: (قرعت الشيء أقرعه قرعا) - من باب فتح يفتح - إذا ضربته، ولا يستعمل إلا في ضرب شيء يابس صلب بآخر مثله، والقواقيز: جمع قاقوزة - بقافين وزاي - وهي القدح الذي يشرب فيه الخمر، ويروى القوارير - بقاف وراءين مهملتين - جمع قارورة وهي الزجاجة (أفواه الأباريق) الأباريق: جمع إبريق، وهو ما كان له عروة، فإن لم يكن عروة فهو كوز.
الإعراب: (أفنى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر لا محل له من الإعراب (تلادي) تلاد: مفعول به لأفنى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (وما) الواو حرف عطف، ما: اسم موصول معطوف على تلادي مبني على السكون في محل نصب (جمعت) فعل ماض وفاعله، والجملة لا محل لها صلة ما الموصولة، والعائد ضمير منصوب بجمع محذوف، والتقدير: والذي جمعته (من نشب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ما الموصولة (قرع) فاعل أفنى مرفوع بالضمة الظاهرة، وقرع مضاف و (القواقيز) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله، ومجرور بالكسرة الظاهرة (أفواه) فاعل للمصدر مرفوع بالضمة الظاهرة، وأفواه مضاف و (الأباريق) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (قرع القواقيز أفواه) حيث أضاف المصدر وهو قوله: (قرع) إلى مفعوله وهو قوله: (القواقيز) ثم أتى بفاعله وهو قوله: (أفواه) بعد ذلك.
ونظير هذا البيت قول الفرزدق يصف ناقة بالسرعة والقوة:
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة ... نفي الدّراهيم تنقاد الصّياريف
والظاهر أن من هذا النوع قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وكنت إذا ما الخيل شمّسها القنا ... لبيقا بتصريف القناة بنانيا
=