أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الفعل الثلاثي على ثلاثة أوزان، وقياس مصدر كل منها]

صفحة 210 - الجزء 3

  ك (علمه)، وفعل - بالضم - ولا يكون إلا قاصرا، ك (ظرف).

  فأمّا فعل وفعل المتعدّيان فقياس مصدرهما⁣(⁣١) الفعل؛ فالأول كالأكل والضّرب والرّدّ، والثاني: كالفهم واللّثم والأمن.


(١) أريد أن أنبهك هنا إلى ثلاثة أشياء:

الأول: أن مراد النحويين من قولهم (قياس مصدر الثلاثي المتعدي أن يكون على وزن فعل - بفتح أوله وسكون ثانيه) أنك إذا وجدت فعلا على هذا الوزن، ولم تجد له مصدرا مسموعا عن العرب فإنك تأتي بمصدره على هذا الوزن، فأما إذا سمعت الفعل، وسمعت - مع ذلك - مصدره، وكان هذا المصدر الذي سمعته على غير هذا الوزن، فليس لك أن تعدل عن هذا المصدر المسموع وتجيء بالمصدر على الوزن القياسي، قال ذلك شيخ النحاة سيبويه، وقال الأخفش: وارتضى جمهور النحاة هذا القول فأقروه.

والفعل الثلاثي إما مفتوح العين، وإما مكسورها، وإما مضمومها، فأما المضموم فليس لنا به شأن الآن لأنه لا يكون متعديا قط، وأما مفتوح العين ومكسورها فهما خمسة أبواب، ولن نلقي بالنا إلا إلى أربعة من هذه الأبواب، وهي باب نصر، وباب ضرب، وباب فتح - وثلاثتها لمفتوح العين، وباب علم، وهو أحد بابين لمكسور العين، وسنترك باب حسب لأن الأفعال التي وردت عليه قليلة لا تحتمل التفصيلات التي سنشير إليها.

الثاني: أن مراد المؤلف بقوله هنا (الثلاثي المفتوح العين) وقوله (الثلاثي المكسور العين) ما يشمل جميع أنواع الفعل، وهي السالم، والمهموز، والمضعف، والمثال، والأجوف، والناقص.

فمثال المتعدي من مفتوح العين - وهو يشمل ثلاثة أبواب كما علمت - أما من السالم فضرب يضرب ضربا، ونصر ينصر نصرا، وفتح يفتح فتحا، وأما من المهموز فأكل يأكل أكلا، وأمر يأمر أمرا، وأخذ يأخذ أخذا، وكذلك أبر النخلة يأبرها أبرا، وكذلك بدأه يبدؤه بدءا، وكفأه يكفؤه كفأ، ومثال المضعف منه شده يشده شدا ومده يمده مدا وحله يحله حلّا، ومثال المثال منه وعده يعده وعدا ووصفه يصفه وصفا ووزنه يزنه وزنا، وكذلك وضعه يضعه وضعا ووجأه يجؤه وجأ، ومثال الأجوف منه قاله يقوله قولا وصام رمضان يصومه صوما وسامه يسومه سوما، وكذلك باعه يبيعه بيعا وكاله يكيله كيلا، ومثال الناقص منه حثا التراب يحثوه حثوا ودحا الأرض يدحوها دحوا، =