[فصل: اسم المرة، واسم الهيئة أبنية أسماء الفاعلين والصفات المشبهة بها]
  المصدر العامّ عليها؛ فيدلّ على الهيئة بالصفة ونحوها، كنشد الضّالة نشدة عظيمة(١).
  والمرة من غير الثلاثي بزيادة التاء على مصدره القياسي كانطلاقة واستخراجة فإن كان بناء المصدر العام على التاء دلّ على المرة بالوصف، كإقامة واحدة واستقامة واحدة.
  ولا يبنى من غير الثلاثي مصدر للهيئة، إلّا ما شذّ من قولهم: اختمرت خمرة،
(١) اعلم أولا أن اسم المرة لا يشتق من كل مصدر، بل يشتق من مصادر الأفعال الدالة على عمل من أعمال الجوارح الظاهرة كالمشي والجلوس والقيام والوقوف أما الأفعال التي تدل على عمل من أعمال الجوارح الباطنة كالعلم والجهل، أو التي تدل على أوصاف جبلية ثابتة كالحسن والظرف والجبن والبخل والكرم فلا يشتق من مصادرها اسم للمرة.
ثم اعلم ثانيا أنه لا فرق في المصدر الذي تأخذ منه اسم المرة أو اسم الهيئة بين المصدر الخالي من الزيادة كالضرب والفتح والمصدر المشتمل على حرف من حروف الزيادة كالجلوس والقعود واللقاء والزفير، بل تأخذهما من المصدر الخالي من الزيادة بفتح أوله وزيادة تاء في آخره حين تريد المرة. وبكسر أوله وزيادة التاء في آخره حين تريد الهيئة، وتأخذهما من المصدر المشتمل على زيادة بطرح الزيادة أولا ثم بفتح أول الحروف الأصلية وزيادة التاء عند إرادة المرة، وبطرح الزيادة وكسر أول الحروف الأصلية وزيادة التاء عند إرادة الهيئة.
ثم اعلم ثالثا أنه إذا كان لفعل واحد مصدران أحدهما قياسي والآخر سماعي مثل أمره بأمره أمرا وإمارة فإن المعتبر هو المصدر القياسي دون السماعي، وكذلك إن كان له مصدران قياسيان أحدهما غالب والآخر قليل أو كان له مصدران سماعيان فإن المعتبر هو الغالب منهما.
ثم اعلم أنه إذا كان المصدر المسموع مبنيا من أول الأمر على التاء فإن كان أوله مفتوحا كرحمة ورأفة وخشية دلت على المرة بالوصف وعلى الهيئة بكسر أوله، وإن كان أوله مكسورا كدربة - وهي الحذق - وكنشدة دللت على المرة بفتح أوله وعلى الهيئة بالوصف، وإن كان أوله مضموما نحو الكدرة والحمرة فتحت أوله عند إرادة المرة وكسرته عند إرادة الهيئة، وهذا هو الصواب في هذه المسألة.