أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التعجب

صفحة 234 - الجزء 3


= همته، فهم ينتظرونه في كل ساعة كما ينتظر أهل الغائب غائبهم، وقوله (فذلك إن يلق المنية - الخ) اسم الإشارة يعود إلى الصعلوك الذي وصفه بكثير من الصفات في أبيات سابقة على بيت الشاهد، وقد ضبطت كاف الخطاب الملحقة باسم الإشارة هذا بالفتح في عدة أصول منها كامل أبي العباس المبرّد، وقد تعقبه أبو الحسن الأخفش، فاستصوب كسر كاف الخطاب لأن الخطاب مع امرأة، والمنية: الموت، وحميدا:

محمودا، فعيل من الحمد بمعنى مفعول، أي يحمد له الناس ما كان عليه من صفات، ويذكرونه بالخير، و (أجدر) هو كما تقول: ما أجدره وما أحقه وما أقمنه وما أخلقه، كل ذلك بمعنى واحد، وأصله (فأجدر به) وسنبينه عند ذكر الاستشهاد بالبيت.

المعنى: وصف رجلا فقيرا ولكنه بعيد الهمة ساع في معالي الأمور لا يكل أمر نفسه إلى غيره، ولا يقعد ليسعى له سواه، ثم بين أن هذا الصعلوك الموصوف بهذه الصفات: إن مات في سبيل مطالبه ولقي الحتف في الطريق الذي رسمه لنفسه لم يزر به ذلك ولم ينل من سمعته؛ لأن الناس سيذكرونه بالخير ويثنون عليه الثناء الحسن. وإن عاش فاستغنى بكده وسعيه، ونال ما كان يعمل جهده لإدراكه والحصول عليه، فهو مستحق لذلك مستأهل له.

الإعراب: (فذلك) ذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، واللام حرف دال على البعد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والكاف حرف دال على الخطاب، مبني على الفتح أو على الكسر كما ذكر أبو الحسن الأخفش لا محل له من الإعراب (إن) حرف شرط يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يلق) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة (المنية) مفعول به ليلق منصوب بالفتحة الظاهرة (يلقها) يلق: فعل مضارع جواب الشرط، مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وضمير الغائبة العائد إلى المنية مفعول به مبني على السكون في محل نصب (حميدا) حال من فاعل يلق الذي هو جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ (وإن) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يستغن) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة أيضا (يوما) ظرف زمان -