أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التعجب

صفحة 233 - الجزء 3

  وفي (أفعل به) إن كان أفعل معطوفا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف، نحو: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}⁣(⁣١)، وأمّا قوله:

  [٣٨١] -

  حميدا، وإن يستغن يوما فأجدر

  أي: به - فشاذّ.


= عليه سياق الكلام، والتقدير (ما أعفها وأكرمها).

وقد سمى المؤلف تبعا لابن مالك في النظم هذا المفعول متعجبا منه، ألا ترى إلى المؤلف يقول (ويجوز حذف المتعجب منه في مثل ما أحسنه - الخ) وأن ابن مالك يقول:

وحذف ما منه تعجّبت استبح

والحقيقة أن المتعجب منه هو حسن زيد في نحو (ما أحسن زيدا)، وهو عفة ربيعة وكرمهم في بيت الشاهد؛ ففي الكلام تجوز.

ونظير البيت المستشهد بعجزه في حذف المتعجب منه مع (أفعل) الماضي لفظا ومعنى بيت امرئ القيس الذي أنشدناه من قبل، وقول شقران مولى بني سلامان بن سعد بن هذيم وهو من شعر (الحماسة):

أولئك قوم بارك اللّه فيهم ... على كلّ حال، ما أعفّ وأكرما!

(١) سورة مريم، الآية: ٣٨

[٣٨١] - هذا الشاهد من كلام عروة بن الورد، وهو المعروف بعروة الصعاليك؛ لأنه كان بهم حفيّا: يجمعهم، ويقوم بشأنهم، والذي ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره مع بيت سابق عليه قوله:

فإن بعدوا لا يأمنون اقترابه ... تشوّف أهل الغائب المتنظّر

فذلك إن يلق المنيّة يلقها ... حميدا ...

وهذان البيتان من كلمة له عدتها سبعة وعشرون بيتا، وهي موجودة في ديوانه المطبوع في مطبعة (جون كربوتل) (ص ٦٣ - ٨٧) وقد اختار أبو تمام بعض أبياتها - ومنها بيت الشاهد - في كتابه (الحماسة).

اللغة: (فإن بعدوا لا يأمنون - إلخ) يقول: إن بعد أعداء هذا الرجل الذي يصفه، وصارت أماكنهم نائية عنه لا يأمنون أن يذهب إليهم ليغزوهم؛ لما عرفوه من بعد =