[مسألة: أثر عدم تصرفهما]
[مسألة: أثر عدم تصرفهما]
  مسألة: ولعدم تصرف هذين الفعلين، امتنع أن يتقدّم عليهما معمولهما، وأن يفصل بينهما، بغير ظرف ومجرور؛ لا تقول: (ما زيدا أحسن)، ولا (بزيد أحسن)، وإن قيل إن (بزيد) مفعول، وكذلك لا تقول: (ما أحسن يا عبد اللّه زيدا) ولا (أحسن لولا بخله بزيد).
  واختلفوا في الفصل بظرف أو مجرور متعلّقين بالفعل، والصحيح الجواز، كقولهم (ما أحسن بالرّجل أن يصدق، وما أقبح به أن يكذب)، وقوله:
  [٣٨٢] -
  وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا
= أحكامه منها الجمود ولزوم صيغة واحدة، ومنها تصحيح عين الأجوف منهما، فكما تقول (محمد أقوم كلاما من فلان، وأبين عبارة منه) تقول: ما أقوم كلام فلان، وأقوم بكلامه، وما أبين عبارة فلان، وأبين بعبارته، وثالثها أنهم قد صغروا فعل التعجب فقالوا (ما أميلح غزلانا شدنّ لنا) حملا على ما هو جائز بغير نكير في اسم التفضيل.
[٣٨٢] - هذا الشاهد من كلام أوس بن حجر - بفتح الحاء والجيم جميعا، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها
اللغة: (دار الحزم) أراد المكان الذي تعتبر الإقامة فيه حزما (ما دام حزمها) أراد مدة دوام الحزم في الإقامة بها (أحر) تقول: أحر بفلان أن يفعل كذا، وأحج به، وأقمن به، وأخلق به، وما أحراه أن يفعل، وما أقمنه، وما أحجاه، وما أخلقه، كل ذلك بمعنى واحد، وهو الدلالة على التعجب من أحقيته بفعل ذلك الأمر (حالت) تغيرت، يريد إذا صارت الإقامة فيها ليست من الحزم (أتحول) أنتقل عنها إلى غيرها.
المعنى: يقول: إنه يقيم في المكان متى كانت الإقامة فيه مما يراه ذوو الحزم، فإذا تغيرت الحال وصارت النقلة عنه خيرا في عقباها من الإقامة فإنه يتحول وينتقل إلى غير ذلك المكان.
الإعراب: (أقيم) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (بدار) جار ومجرور متعلق بأقيم، ودار مضاف و (الحزم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (ما) مصدرية ظرفية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (دام) فعل ماض تام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (حزمها) حزم: فاعل دام التامة مرفوع بالضمة الظاهرة، وضمير الغائبة =