[فصل: يبنيان مما اجتمع فيه ثمانية شروط]
  ولو تعلّق الظرف والجار والمجرور بمعمول فعل التعجب، لم يجز الفصل به اتّفاقا، نحو: (ما أحسن معتكفا في المسجد)، و (أحسن بجالس عندك).
[فصل: يبنيان مما اجتمع فيه ثمانية شروط]
  فصل: وإنما يبنى هذان الفعلان ممّا اجتمعت فيه ثمانية شروط:
= العائد إلى دار الحزم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، وما المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة اسم زمان ينتصب بأقيم، وتقدير الكلام:
أقيم بدار الحزم مدة دوام حزمها، فإن جعلت دام ناقصة كان (حزمها) اسمها مضافا إليه، وكان خبرها محذوفا، والتقدير: ما دام حزمها موجودا (وأحر) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أحر: فعل ماض جيء به على صورة فعل الأمر (إذا) ظرف زمان متعلق بأحر، مبني على السكون في محل نصب (حالت) حال:
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء حرف دال على تأنيث المسند إليه، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى دار الحزم، والجملة من الفعل الماضي وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها (بأن) الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وأن: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أتحولا) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور لفظا بالباء، وهو في التقدير مرفوع على أنه فاعل بفعل التعجب الذي هو أحر.
الشاهد فيه: أنه فصل بالظرف وهو قوله (إذا حالت) بين فعل التعجب الذي هو قوله (أحر) وبين معموله الذي هو قوله (بأن أتحولا).
وقد استشهدوا على ذلك بقول الشاعر:
خليليّ ما أحرى بذي اللّبّ أن يرى ... صبورا، ولكن لا سبيل إلى الصّبر
فقد فصل بالجار والمجرور الذي هو قوله (بذي اللبّ) بين فعل التعجب الذي هو قوله (أحرى) ومعموله الذي هو قوله (أن يرى صبورا)، وذكر الشيخ يس أنه يجوز في هذا البيت أن يكون من باب القلب، والمعنى: ما أحرى ذا العقل بأن يكون صبورا، وعلى هذا تكون الباء في غير موضعها ويكون المتعجب منه هو ذو اللب نفسه، لا رؤيته صبورا، وهو تكلف لا داعي له.