هذا باب نعم وبئس
= (نائبة) أصلها اسم فاعل مؤنث فعله ناب ينوب، ومعناه نزل، ثم أطلقت النائبة على الحادثة من حوادث الدهر، والكارثة من كوارثه (لمرتاع) اسم فاعل فعله ارتاع، وأصله الروع - بفتح الراء وسكون الواو - وهو الخوف والفزع، وتقول: راعني الشيء يروعني، مثل نابني ينوبني، وروعني - بتشديد الواو - وقد ارتعت به، وله (وزر) ملجأ ومعين.
المعنى: مدح هرما بأنه لم تنزل بأحد كارثة من كوارث الدهر تحتاج إلى النجدة والنصرة والمعونة إلا كان هذا الممدوح معينا لمن نزلت به، ناصرا له، آخذا بيده حتى يصير في بحبوحة من دهره.
الإعراب: (نعم) فعل ماض دال على إنشاء المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو (امرأ) تمييز لفاعل نعم منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة نعم وفاعله في محل رفع خبر مقدم (هرم) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وزعم الكسائي أن الاسم الظاهر المرفوع هو فاعل نعم في مثل هذه العبارة، وعنده - على هذا - أن الاسم النكرة المنصوب حال، ووافقه الفراء في أن الاسم العلم المرفوع فاعل نعم، ولكنه جعل الاسم المنصوب تمييزا (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تعر) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها (نائبة) فاعل تعرو مرفوع بالضمة الظاهرة (إلا) أداة استثناء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (وكان) الواو واو الحال، كان: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى هرم (لمرتاع) جار ومجرور متعلق بوزر الآتي (بها) جار ومجرور متعلق بمرتاع (وزرا) خبر كان الناقصة منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة كان واسمه وخبره في محل نصب حال، وهذه الحال مستثناة من عموم الأحوال، وكأنه قال: لم تعر نائبة في حال من الأحوال إلا في الحال التي يكون فيها هرم وزرا لمن يرتاع بها.
الشاهد فيه: قوله (نعم امرأ هرم) فإن في نعم عند الجمهور ضميرا مستترا هو فاعلها، وقد فسر هذا الضمير لإبهامه بالتمييز الذي هو قوله (امرأ).
ونظير هذا البيت قول الآخر:
نعم امرأين حاتم وكعب ... كلاهما غيث وسيف عضب
ومثلهما قول الآخر: =