[فصل: يقال في المدح «حبذا» وفي الذم «لا حبذا» وشواهد ذلك، ومذاهب النحاة في أجزاء هذه العبارة، ووجه إعرابها]
= مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وذا: اسم شارة فاعل حب مبني على السكون في محل رفع، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم (عاذري) عاذر:
مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وعاذر مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، وهذا إعراب سيبويه لهذ التعبير، وقال بعضهم: حبذا فعل ماض، وعاذري:
فاعله مضافا لياء المتكلم، وقال آخرون: حبذا مبتدأ. وعاذري: خبره مضافا لياء المتكلم، وقد ذكر المؤلف هذه الأقوال الثلاثة، وسنذكر لك وجهين رابعا وخامسا فيما يأتي قريبا (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (الهوى) مجرور بفي، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والجار والمجرور متعلق بعاذر (ولا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حبذا) حب:
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وذا: اسم إشارة فاعله مبني على السكون في محل رفع، والجملة في محل رفع خبر مقدم (الجاهل) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة (العاذل) نعت للجاهل مرفوع بالضمة الظاهرة، ويجري في هذا الأسلوب الإعرابان الآخران أيضا.
الشاهد فيه: قوله (حبذا عاذري) وقوله (لا حبذا العاذل الجاهل) حيث استعمل (حبذا) في العبارة الأولى للدلالة على المدح، واستعمل (لا حبذا) في العبارة الثانية للدلالة على الذم، وقد جمع بينهما في بيت واحد كما نرى.
ومثل هذا البيت قول كنزة تهجومية؛ وقيل: هو لذي الرمة غيلان بن عقبة:
ألا حبّذا أهل الملا، غير أنّه ... إذا ذكرت ميّ فلا حبّذا هيا
على وجه ميّ مسحة من ملاحة ... وتحت الثّياب الخزي لو كان باديا
وقد استعمل حبذا للمدح أيضا ولم يذكر معها (لا حبذا) المرار بن هماس الطائي في قوله:
ألا حبّذا، لولا الحياء، وربّما ... منحت الهوى من ليس بالمتقارب
وفي بيت المرار هذا حذف المخصوص بالمدح وحذف التمييز جميعا كما هو ظاهر.
وقال العرجي وقد ذكر (حبذا) ثلاث مرات:
يا حبّذا تلك الحمول، وحبّذا ... شخص هناك، وحبّذا أمثاله
وقال جرير بن عطية بن الخطفي، واستعمل (حبذا) ثلاث مرات في بيتين: =