أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: يقال في المدح «حبذا» وفي الذم «لا حبذا» وشواهد ذلك، ومذاهب النحاة في أجزاء هذه العبارة، ووجه إعرابها]

صفحة 253 - الجزء 3

  أصله (حبب الزّور) فزاد الباء، وضمّ الحاء؛ لأنّ فعل المذكور، يجوز فيه أن تسكن عينه، وأن تنقل حركتها إلى فائه؛ فتقول: (ضرب الرّجل) و (ضرب).

[فصل: يقال في المدح «حبذا» وفي الذم «لا حبذا» وشواهد ذلك، ومذاهب النحاة في أجزاء هذه العبارة، ووجه إعرابها]

  فصل: ويقال في المدح (حبّذا) وفي الذّم (لا حبّذا) قال:

  [٣٨٧] -

  ألا حبّذا عاذري في الهوى ... ولا حبّذا الجاهل العاذل


= (لا) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يرى) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (منه) جار ومجرور متعلق بقوله يرى (إلا) أداة حصر لا عمل لها، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (صفحة) نائب فاعل يرى مرفوع بالضمة الظاهرة (أو) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لمام) معطوف بأو على صفحة مرفوع بالضمة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف، وجملة لا يرى ونائب فاعله لا محل له من الإعراب صلة الموصول.

الشاهد فيه: قوله (حب بالزور) حيث جاء بفاعل (حب) التي تفيد معنى نعم مقترنا بالباء الزائدة، وذلك من قبل أن المعنى قريب من معنى صيغة التعجب؛ وقد علمت أن الباء تزاد في فاعل فعل التعجب زيادة مطردة لازمة، فلما كان معنى ما هنا مقاربا لذلك المعنى حمل هذا الشاعر اللفظ الدال على مراده على اللفظ الذي يدل على ذلك المعنى؛ فزاد فيه الباء كما تزاد هناك، ولكن لا تفهم من ذلك أن حكم الزيادتين واحد، وإنما هذا تقريب.

وذلك لأن زيادة الباء في فاعل فعل التعجب واجبة، وهي هنا ليست واجبة؛ فأنت لا تقول إلا (أجمل بزيد وأحسن بخالد) بالباء الزائدة في الفاعل، ولكنك تقول (حب زيد) و (حب بزيد) ولا يلزمك اختيار إحدى العبارتين.

وقد استعمل مجنون ليلى حب وأتى بفاعلها غير مقرون بالباء وأتى بالتمييز بعده فقال:

نسائلكم هل سال نعمان بعدنا ... وحبّ إلينا بطن نعمان واديا

[٣٨٧] - هذا بيت من المتقارب، وهذا البيت من الشواهد التي لم أقف لها على نسبة إلى قائل معين.

الإعراب: (ألا) حرف تنبيه يسترعى به انتباه المخاطب لما يأتي بعده من الكلام مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حبذا) حب: فعل ماض دال على إنشاء المدح =