مولده ونشأته
  ثم قام بعده بالأمر في اليمن الإمام شرف الدين وخرج إلى جهات صعدة، وأجابه بعض علماء اليمن على جهة الإمامة، وأما الأكثر من علماء الشام وأصحابنا، وبعض علماء اليمن المشاهير فيقولون إنه من باب الإحتساب لا الإمامة، لعدم كمال الشروط المعتبرة عندهم.
  إلى قوله: ثم دعا الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي، فأجابه من لم يلتزم إمامة الإمام شرف الدين من علماء الشام، والمشاهير من علماء اليمن، لأن ذلك عندهم من جهة الحسبة لا غير.
  إلى قوله: وأما الإمام المهدي فإنه انتهض في اليمن، فلم يساعده الزمان، فعزم على الإقامة بجبل برط، والسكون هنالك، وهو باق على إمامته، لما رأى من فساد الخلق، ميلهم إلى الأمور الدنيوية، إلى الأهواء والأعراض، وهو مع ذلك في الغاية من درجات الكمال، ويقل من أمثاله الرجال، في الإجتهاد في العلوم، والورع والزهد، وجمع الشروط المعتبرة في الرياسة والسياسة.
  ثم توفي الإمام شرف الدين بالسنارة من أعمال صعدة، في عام (١٣٠٧) هـ، وحمل إلى المدان من الأهنوم فدفن به، وقبره هناك مشهور مزور، والإمام المهدي باق في برط على إمامته، فجدد الدعوة لتبليغ الحجة من لم يكن ملتزماً للإمامة.
  ثم خرج الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين من صنعاء إلى السنارة، في خفية من الأتراك لما يظن به من ذلك، قيل إنه بوصية من الإمام شرف الدين أوصى إليه بالخروج والتقلد للإمامة، فوصل السنارة بعد جهد شديد وخوف عظيم، يسير الليل، ثم اجتمع عنده في السنارة الأكثر من علماء الشام واليمن، فوقع بينه وبين من هو ملتزم