مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

سؤال ورد على الإمام المهدي أيام سيادته [حول الإمامة، وحكم الناكث]

صفحة 246 - الجزء 1

  ويقتدي بأمير المؤمنين علي #، والأئمة الراشدين من بعده، فإن عرف من حاله خلاف ذلك، فلا يجب شيء مما هنالك، بل تجب المباينة والمجانبة، والتحذير والمحاذرة، وقد صرح بذلك كثير من الأئمة الكبار عند دعوتهم، بأنكم اختبروني فإن وجدتموني كاملاً، وبالشريعة المطهرة عاملاً، وللسيرة النبوية والعلوم مقتفياً، بايعتموني، وإن وجدتموني خلاف ذلك، فلا طاعة لي عليكم.

  أما دليل الطرف الأول: كمثل قوله تعالى {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}⁣[النساء/٥٩]، ومثل قوله ÷ «من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله وخليفة رسوله وخليفة كتابه»، وقوله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، إلى غير ذلك كتاباً وسنة.

  وأما دليل الطرف الثاني: فمثل قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة/١٢٠]، ومثل قوله ÷ في آخر حديث «وإن الله إنما بعثني لأدعوا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، فمن خلفني في ذلك فهو وليي، ومن ولي منكم شيئاً وعمل بغير ذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، إلى غير ذلك كتاباً وسنة.

  قال صاحب الكشاف: في قوله تعالى {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}⁣[النساء/٥٩]: والمراد أمراء الحق لا أمراء الجور، الله ورسوله بريئان منهم، فلا يعطفون على الله ورسوله في وجوب الطاعة لهم.

  فهذا بيان لتقرير أصل المسألة، إذا عرفت ذلك فاعلم: