[الجد الثالث والثلاثون: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #]
  إن تصبك المنون عنه فأحرى ... فمصيب منها وغير مصيب
  كل حي وإن تملأ عيشاً ... آخذ من سهامها بنصيب
  قال الحاكم الجُشمي: قال السيد الإمام: والأحاديث التي سمعها الحسن عن النبي ÷ مجموعة قد جمعها أصحاب الحديث وهي غزيرة، وهذا الحديث منها.
  وفي مبيته على فراش رسول الله ÷ يقول أمير المؤمنين يعني عند هجرة رسول الله ÷ إلى المدينة:
  وقيتُ بنفسي خير من وطء الحصى ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
  رسول إله خاف أن يمكروا به ... فنجَّاه ذو الطول الإله من المكر
  وبات رسول في الغار آمناً ... موَقَّىً وفي حفظ الإله وفي ستر
  وبتُّ أراعيهم وما يُثْبِتُونني ... وقد وُطِّنَتْ نفسي على القتل والأسر
  ثم هاجر وحده في الفيافي والقفار، فدميت أصابعه، وتورمت رجلاه، وناله مشقة، فاستقبله رسول الله ÷ وعانقه ودعا له في حديث طويل.
  وفي مصابيح أبي العباس الحسني #، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده، عن أبيه الحسين، أن أمير المؤمنين # خطب الناس فقال: أنا وضعت كَلْكَلَ العرب، وكسرتُ قرن ربيعة ومضر، ووطئتُ جبابرة قريش، وقد وضعني الله في حجر المصطفى وأنا ابن أربع سنين، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده وعرقه، ويقبلني فأمص ريق حكمته، وآكل في قصعته، وألعق أصابعه حتى كان يمضغ الشيء ويلقمني من فيه، وأنا أصف لك من علاماته ÷ ولقد قرن الله به أكرم ملائكته وأقربها إليه،