[الجد الثالث والثلاثون: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #]
  ومنه يكون الوحي إسرافيل #، كان معه ليله ونهاره، ولقد كان يرفع رأسه نحو السماء ولما أتاه الوحي من أول الليل إلى آخره كأنما ينظر شيئاً، فأنا أول من رأى نور الوحي، وشم ريح النبوة.
  وروى الباقر # أنه سأل جابر بن عبد الله ® عن عائشة أم المؤمنين وما جرى بينها وبين أمير المؤمنين علي، فقال له جابر: دخلت عليها يوماً، وقلت لها: ما تقولين في علي بن أبي طالب ¥؟ فأطرقت برأسها ثم رفعته وقالت:
  إذا ما التبر حُكّ على مَحكِ ... تبين غشُهُ من غير شك
  وفينا الغش والذهب المصفى ... عليٌ بيننا شبه المحك
  وعن جُميع بن عمير قال: دخلت على عائشة أم المؤمنين فسالت أي الناس كان أحب إلى رسول الله ÷ قالت: فاطمة، قلت: فمن الرجال، قالت: زوجها إن كان صواماً قواماً.
  وأُثِرَ عن عمر: لولا علي لهلك عمر، وقوله: لا أبقاني الله في بلد ليس فيها أبو الحسن.
  كان ~ ورضوانه عليه يحب المساكين والفقراء ويجلهم ويجلس معهم ويدخل السرور عليهم.
  وأُثِر عنه رضوان الله تعالى عليه: والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحدٍ أدخل على قلبِ فقيرٍ سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً، فإذا نزلت نائبة جرى إليها لطف الله كالماء في انحداره حتى يدرأها عنه.