مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

فصل (في ذكر سيد الكائنات ÷)

صفحة 434 - الجزء 1

  على أمر دينك، إياك وكثرت الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي، أحب المساكين وجالسهم، وانظر إلى من تحتك ولا تنظر لا من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، صل قرابتك وإن قطعوك، قل الحق وإن كان مراً، لا تخف في الله لومة لائم، ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه، يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحُسن الخُلق».

  وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله ÷ من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وشُذبنّ عن رؤوس القوم، ثم عمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال «أيها الناس: إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف ما عُمِّر النبي الذي من قبله، لأظنُ أني موشك وأني أدعى فأجيب، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت فجزاك الله خيراً»، قال: «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور»، قالوا: نشهد بذلك، قال: «اللهم اشهد»، ثم قال: «أيها الناس: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه»، ثم قال: «أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض، حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء