مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

(الفائدة الثانية)

صفحة 553 - الجزء 1

  المصير، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

  اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجَدِّك الأعلى، وكلماتك التامة.

  وأسألك اللهم داحي المدحوات، وداعم المسموكات، وجابل القلوب على فطرتها، شقيها وسعيدها، أن تجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، على محمد عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، والمعلن الحق بالحق، والدافع جيشات الأباطيل، والدامغ صولات الأضاليل، كما حُمّلَ فاضطلع قائماً بأمرك، مستوفزاً في مرضاتك، غير ناكل عن قدم، ولا واهٍ في عزمٍ، واعياً لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتى أروى قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهُديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام، وأقام موضحات الأعلام، ونيرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدُك يوم الدين، وبعيثك بالحق، ورسولك إلى الخلق، اللهم افسح له مفسحاً في ظلك، واجزه مضاعفات الخير من فضلك، اللهم أعل على بناء البنائين بناءه، وأكرم لديك منزلته، وأتمم له نوره، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة، مرضي المقالة، ذا منطق العدل، وخطبةٍ فصلٍ، اللهم اجمع بيننا وبينه في برْد العيش، وقرار النعمة، ومنى الشهوات، وأهواء اللذات، ورخاء الدعة، ومنتهى الطمأنينة، وتحف الكرامة، اللهم آته الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة في الجنة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، اللهم ارزقنا شفاعته، وأحينا على طاعته، وأمتنا على ملته، وارزقنا حسن مجاورته في الدنيا والآخرة.