أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الكلام على «أم» وتقسيمها إلى متصلة ومنقطعة]

صفحة 328 - الجزء 3

  أو مختلفتين، نحو: {سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَ دَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ}⁣(⁣١)، وإمّا بهمزة يطلب بها وبأم التّعيين، وتقع بين مفردين متوسّط بينهما ما لا يسأل عنه، نحو:


= مضاف إليه (ناء) خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب بقوله أبالي، وقد علق هذا الفعل عن العمل في اللفظ بحرف الاستفهام (أم) حرف عطف مبني على السكون (هو) ضمير منفصل مبتدأ (الآن) ظرف زمان منصوب بقوله واقع الآتي، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (واقع) خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب معطوفة على جملة المبتدأ والخبر السابقة.

الشاهد فيه: قوله (أموتي ناء أم هو واقع) فإن أم وقعت بين جملتين، وقد عطفت إحدى هاتين الجملتين على الأخرى، وهاتان الجملتان اسميتان كما ترى، فإن كل واحدة منهما مؤلفة من مبتدأ وخبر.

ونظير هذا البيت في وقوع الاسميتين قول الآخر، وهو الشاهد ٤١٩ الآتي:

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر

شعيث: مبتدأ، وابن سهم: خبره وكذلك ما بعده.

ونظيره ما أنشده الفراء:

سواء - إذا ما أصلح اللّه أمرهم - ... علينا: أدثر مالهم أم أصارم

أي: أمالهم كثير أم مالهم أصارم.

واعلم أن همزة التسوية أكثر ما تقع بعد (سواء) كما في الآيتين الكريمتين اللتين تلاهما المؤلف، أو بعد (ما أبالي) كما في البيت المستشهد به، وكما في قول الآخر:

ما أبالي أنبّ بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم

أو بعد (ما أدري) كما في قول زهير بن أبي سلمى المزني:

وما أدري، وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء

وليس معنى هذا أنها لا تقع إلا بعد هذه الكلمات، قال المؤلف في مغني اللبيب (١/ ١٧ بتحقيقنا): (قد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فترد لثمانية معان أحدها: التسوية، وربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة سواء بخصوصها، وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد ما أبالي وما أدري وليت شعري ونحوهن) اه. ومما أشار إليه بنحوهن (لا أعلم) في نحو قولك (لا أعلم أجاءك رسولي أم ضل الطريق).

(١) سورة الأعراف، الآية: ١٩٣.