هذا باب عطف النسق
  لأن الأرجح كون (هي) فاعلا بفعل محذوف، واسميتين، كقوله(١):
  [٤١٩] -
  شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر
= بزيارة المريض (حلم) بضم الحاء المهملة واللام - ما يراه الإنسان في النوم.
الإعراب: (فقلت) الفاء حرف عطف، قال: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، (أهي) الهمزة للاستفهام، هي: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده (سرت) سرى: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة، وتقدير الكلام: أسرت هي سرت، وجملة الفعل المحذوف وفاعله في محل نصب بقال (أم) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عادني) عاد: فعل ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به لعاد (حلم) فاعل عاد مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة عاد وفاعله ومفعوله في محل نصب معطوفة بأم على جملة مقول القول السابقة، وستعرف في بيان الاستشهاد السر في جعلنا (هي) فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور بعده حتى تصير جملة مقول القول الواقعة بعد همزة الاستفهام فعلية، ولمذا لم نجعلها على الظاهر اسمية بأن نعرب (هي) مبتدأ وجملة (سرت) بعده في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه: وقوع أم معادلة لهمزة الاستفهام بين جملتين فعليتين، وذلك بسبب أن قوله (هي) فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، والتقدير: أسرت هي سرت أم عادني، وإنما كان قوله (هي) فاعلا لفعل محذوف على الأرجح لكون الأصل في الاستفهام أن يكون عن أحوال الذوات لأنها تتجدد وتحصل بعد أن لم تكن والدال على هذه الأحوال هو الفعل، وأما الاستفهام عن نفس الذوات التي تدل عليها الأسماء فقليل، والقليل لا يحمل عليه الكلام ما كان للكثير معنى صحيح.
(١) وقد تكون الجملتان مختلفتين إحداهما اسمية والأخرى فعلية، فمن مجيء أولاهما اسمية والثانية فعلية قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً} ومن مجيء الأولى فعلية والثانية اسمية قوله سبحان: {أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ} لأن (أنتم) فاعل بفعل محذوف يفسره المذكور لما علمت أن همزة الاستفهام أولى بالفعل من حيث إن الأصل في الاستفهام أن يكون عما في شأنه أن يكون محل شك أو تردد - وذلك هو أحوال الذوات التي تعبر عنها الأفعال - فأما الذوات أنفسها فيقل أن تكون محل تردد أو شك.
[٤١٩] - هذا الشاهد قد نسبه سيبويه في كتابه (ج ١ ص ٤٨٥) إلى الأسود بن يعفر التميمي، =