أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 101 - الجزء 1

  وأما اسم الفعل فنحو: «دراكني» و «تراكني» و «عليكني» بمعنى أدركني وبمعنى اتركني وبمعنى الزمني.

  وأما ليت فنحو: {يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي}⁣(⁣١) وأما قوله:

  [٣٢] -

  فيا ليتي إذا ما كان ذاكم


= سيبويه، وذهب الأخفش والمبرد وأبو علي وابن جني إلى أن المحذوف نون الوقاية، محتجين بأن التكرار إنما حصل بنون الوقاية، لأن نون الرفع سابقة عليها، والتكرار هو الذي دعا إلى التخفيف، فكانت نون الوقاية أولى بالحذف عند قصد التخفيف، وأيضا فإن نون الرفع علامة للإعراب فهي أولى بالمحافظة عليها، والشواهد على حذف إحدى النونين كثيرة، وحسبك أنه قرئ به في القرآن الكريم.

(١) سورة الفجر، الآية: ٢٤

[٣٢] - هذا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:

ولجت وكنت أوّلهم ولوجا

وهذا البيت من كلام ورقة بن نوفل ابن عم خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، ^.

اللغة: «يا ليتني» أراد يا هؤلاء ليتني، فحذف المنادى «إذا ما كان ذاكم» كان هنا تامة بمعنى حدث، واسم الإشارة يعود إلى ما حدث به ميسرة غلام خديجة سيدته من كلام بحيرا الراهب في شأن رسول اللّه وأنه يبعث رسولا ويكون من شأنه كيت وكيت «ولجت» تقول: ولج يلج ولوجا، من باب جلس يجلس جلوسا، ومعناه الدخول، يريد بهذا دخوله في الإسلام ونصرة الرسول، وهذا كقوله في هذا المعنى أيضا:

يا ليتني فيها جذع ... أخبّ فيها وأضع

الإعراب: «يا ليتني» يا: حرف نداء، والمنادى محذوف، أو يا حرف تنبيه، وليت حرف تمنّ ونصب، وياء المتكلم اسمه «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بولج «ما» حرف زائد «كان» فعل ماض تام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «ذاكم» ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل بكان، والكاف حرف خطاب «ولجت» ولج: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، والجملة من الفعل وفاعله في محل رفع خبر ليت «وكنت» الواو حرف عطف. كان، فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه «أولهم» أول: خبر كان، منصوب بالفتحة