[الكلام على «لكن» وشروط العطف بها]
  فشاذّ، وكذلك فتح همزتها وإبدال ميمها الأولى.
[الكلام على «لكن» وشروط العطف بها]
  وأما (لكن)(١) فعاطفة خلافا ليونس، وإنما تعطف بشروط: إفراد معطوفها، وأن
= هنا النعش (أيما) بفتح الهمزة وسكون الياء هنا، وفتح الهمزة لغة لبني تميم ومن ذكرنا معهم في (إما).
المعنى: تمنى أن تكون أمه قد ماتت، وذكر أنه لا يبالي ما يكون مصيرها بعد الموت ولا يعنيه أن يذهب بها إلى الجنة أو يذهب بها إلى جهنم.
الإعراب: (يا) حرف تنبيه، أو حرف نداء والمنادى به محذوف، وإدخال حرف النداء على (ليت) كثير في العربية وفي أفصح الكلام، ومنه قوله تعالى: {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} وقول الراجز، وهو من شواهد هذا الكتاب:
يا ليتني وأنت يا لميس ... في بلدة ليس بها أنيس
(ليتما) ليت: حرف تمن ونصب، وما: كافة له عن عمل النصب والرفع (أمنا) أم - بالرفع - مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وأم مضاف وضمير المتكلم ومعه غيره مضاف إليه (شالت) شال: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث (نعامتها) نعامة: فاعل شالت، وضمير الغائبة العائد إلى أمهم مضاف إليه، وجملة الفعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، ومن الناس من يروي (أمنا) بالنصب، وعليه يكون «ليت» حرف تمن ونصب، وما زائدة غير كافة، وأمنا: اسم ليت ومضاف إليه، وجملة (شالت نعامتها) في محل رفع خبر ليت (أيما) حرف دال على التقسيم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (إلى جنة) جار ومجرور متعلق بقوله شالت (أيما) الثانية حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (إلى نار) جار ومجرور معطوف بأيما على الجار والمجرور الأول.
الشاهد فيه: مجيء (أيما) عاطفة غير مسبوقة بالواو، وهذا شاذ، وكذلك فتح همزتها مع قلب ميمها ياء كما قاله المؤلف، أما فتح همزتها وحده فلا شذوذ فيه، بل ذلك لغة لجماعة من العرب منهم تميم وقيس وأسد.
(١) اختلف النحاة في مجيء (لكن) حرف عطف، فذهب الجمهور إلى أنها تكون حرف عطف بثلاثة شروط سنذكرها فيما بعد، ونذكر - مع ذلك - محترزاتها وحكم الكلام مع كل محترز منها، وذهب يونس بن حبيب إلى أنها لا تكون حرف عطف أبدا، وأنها تكون حرف استدراك في كل كلام وردت فيه، فإن ذكرت معها الواو فالعاطف هو الواو، نحو (ما قام زيد ولكن عمرو) ونحو قولهم (ما مررت برجل صالح لكن طالح) =