أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه

صفحة 27 - الجزء 4

[النوع الرابع من المنادى: ما يجوز ضمه ونصبه، وهو ما يضطر إلى تنوينه الشاعر، والاستشهاد لكل من الوجهين]

  الرابع: ما يجوز ضمه ونصبه وهو المنادى المستحق للضّمّ إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه، كقوله:

  [٤٣٧] -

  سلام اللّه يا مطر عليها


= المنادى مبنيا على فتح الجزأين في محل نصب لكونه مضافا.

ومن تقرير هذه الآراء الأربعة على البيان والتفصيل الذي قررناه لك تتبين لك الحقائق الآتية:

الحقيقة الأولى أن الأئمة الأربعة قد جعلوا هذا المثال من نوع المنادى المضاف.

الحقيقة الثاني أن رأي سيبويه يلزم عليه ارتكاب ثلاثة أشياء كل واحد منها خلاف الأصل، وإن كان كل واحد منها على استقلاله قد ورد في بعض المسائل مخالفا لأصله، وأن مذهب أبي العباس المبرد لزم عليه مخالفة الأصل في أمر واحد. وأن رأي الفراء قد خالف الأصل في أمر واحد أيضا لكنه ليس مما يغتفر ارتكابه، ومثله رأي الأعلم.

وبعد، فقد نظرنا في هذه المسألة، وفيما يترتب على كل رأي من هذه الآراء، فوجدنا أقلها تكلفا وأيسرها مخالفة للأصول المرعية هو رأي أبي العباس المبرد، ومن أجل ذلك كان خليقا أن يكون هو الرأي السديد في هذه المسألة، فاعرف ذلك، وكن منه على يقين، واللّه يوفقك ويرعاك.

[٤٣٧] - هذا الشاهد من كلام الأحوص، وقد مضى بيت آخر من أبيات قصيدة هذا الشاهد في باب الإضافة (وهو الشاهد رقم ٣٦٠) وما أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:

وليس عليك يا مطر السّلام

الإعراب: (سلام) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (اللّه) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (مطر) منادى مبني على الضم في محل نصب، ونوّنه الشاعر للضرورة؛ لأن وزن البيت لا يتم إلا بتنوينه (عليها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون متعلقا بسلام، ويكون خبر المبتدأ محذوفا، وتقدير الكلام على هذا: سلام اللّه عليها حاصل، مثلا (وليس) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (عليك) جار ومجرور متعلق =