الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه
  وقوله:
  [٤٣٨] -
  أعبدا حلّ في شعبي غريبا
= بمحذوف خبر ليس تقدم على اسمها (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (مطر) منادى مبني على الضم في محل نصب، وجملة النداء لا محل لها معترضة (السّلام) اسم ليس مرفوع بالضمة.
الشاهد فيه: قوله: (يا مطر عليها) حيث أتى بالمنادى المفرد العلم منونا مرفوعا حين اضطر إلى تنوينه.
ونظيره قول كثير، إلا أن المنادى فيه نكرة مقصودة؛
ليت التّحيّة كانت لي فأشكرها ... مكان يا جمل حيّيت يا رجل
[٤٣٨] - هذا الشاهد من كلمة لجرير بن عطية يهجو فيها العباس بن يزيد الكندي وأولها قوله:
أخالد عاد وعدكم خلابا ... ومنّيت المواعد والكذابا
وما أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:
ألؤما لا أبالك واغترابا
اللغة: (حل) نزل واستقر، تقول: حل فلان بمكان كذا، وحل فيه، تريد أنه نزل به (شعبى) بضم الشين وفتح العين مقصورا - يقال: هو اسم لجبال منيعة متدانية بين الشمال ومغيب الشمس من ضرية، ويقال: هو اسم لجبل أسود ذي شهاب فيها أوشال تحبس الماء من سنة إلى سنة (غريبا) وصف من الغربة؛ وهي الابتعاد عن الأهل والوطن والصيرورة في قوم لا قرابة بينه وبينهم.
المعنى: هجا الشاعر رجلا فجعله عبدا لئيما دنيئا ضعيفا نازلا في قوم غير قومه وعشيرته في موضع اسمه شعبى، ونعى عليه أنه جمع بين اللؤم والاغتراب، ومن عادة الغريب أن يكون ضعيفا لا حول له ولا قوة.
الإعراب: (أعبدا) الهمزة حرف نداء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب عبدا:
منادى، وهو نكرة مقصودة لأنه يعني به معينا وهو المهجو، وكان من حقه أن يبنيه على الضم، ولكنه لما اضطر إلى تنوينه نصبه وعامله معاملة النكرة غير المقصود، وفيه وجه آخر سنذكره لك في بيان الاستشهاد به (حل) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العبد (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (شعبى) مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف، والجار والمجرور متعلق بحل (غريبا) حال من فاعل حل منصوب =