أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الفصل الثالث في أقسام تابع المنادى المبني وأحكامه

صفحة 34 - الجزء 4

  أو باسم الإشارة نحو: (يا أيّهذا الرّجل)⁣(⁣١).

[الثالث: ما يجوز رفعه ونصبه وهو نوعان]

  والثالث: ما يجوز رفعه ونصبه، وهو نوعان:


= يصح في الاسم الواحد أن يكون نعتا وأن يكون عطف بيان، وكل منهما يقتضي نقيض ما يقتضيه الآخر من وجهين.

والجواب عن ذلك الإشكال، أما عن كون عطف البيان يشترط فيه أن يكون أعرف فهو كلام غير مسلم لأنه مخالف لقول سيبويه في (يا هذا ذا الجمة) على ما سبق ذكره في بابه، وأما عن الوجه الآخر فإنا إذا قدرناه نعتا جعلناه مؤولا بالمشتق، وهو في قوة قولك الحاضر حينئذ، وإن قدرناه عطف بيان فهو جامد على ظاهره، واللام على تقدير النعت للعهد، وعلى تقدير البيان لتعريف الحضور: أي للجنس.

(١) توصف أي وأية بواحد من ثلاثة أشياء:

الأول: الاسم المحلى بأل، نحو: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} و {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ومن الصورة الأولى قول امرئ القيس:

ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجلي ... بصبح، وما الإصباح منك بأمثل

الثاني: الاسم الموصول المقترن بأل، نحو {يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} ونحو قولك (يا أيتها التي قامت).

الثالث: اسم الإشارة الخالي من كاف الخطاب سواء أنعت اسم الإشارة الواقع نعتا لأي باسم محلى بأل أم لم ينعت، على ما اختاره ابن مالك تبعا لابن عصفور نحو قولك (يا أيهذا الرجل) أم اسم الإشارة المقترن بكاف الخطاب فلا يكون نعتا لأي، خلافا لابن كيسان.

ومن هذا الضرب قول ذي الرمة:

ألا أيّهذا المنزل الدّارس الّذي ... كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد

ومثله قول ذي الرمة أيضا:

ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه ... بشيء نحته عن يديه المقادر

ومثله قول الآخر:

أيّهذان كلا زادكما ... ودعاني واغلا فيمن وغل

ومثله قول طرفة بن العبد في معلقته:

ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي