أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[هل يجوز ترخيم غير المنادى على لغة من ينتظر المحذوف؟]

صفحة 66 - الجزء 4

[هل يجوز ترخيم غير المنادى على لغة من ينتظر المحذوف؟]

  ولا يمتنع على لغة من ينتظر المحذوف، خلافا للمبرد، بدليل:

  [٤٥٧] -

  وأضحت منك شاسعة أماما


= هذا الموضع نحو قول رؤبة:

إمّا تريني اليوم أمّ حمز ... قاربت بين عنقي وجمزي

يريد (يا أم حمزة) فحذفت التاء من المضاف إليه، وليس هو منادى، بل المنادى هو المضاف.

[٤٥٧] - هذا الشاهد من كلام جرير بن عطية بن الخطفي، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:

ألا أضحت حبالكم رماما

اللغة: (أضحت) معناه هنا معنى صار، أي أنها تبدلت وتحولت من حال إلى حال، وليس يريد أن ذلك صار لها في وقت الضحى (حبالكم) الحبال - بكسر أوله - جمع حبل، وأصله ما يشد به الشيء إلى الشيء، ويراد منه ههنا أواصر الألفة وروابط المحبة، استعارة (رماما) أراد أنها بالية منجذمة متقطعة، وقصد بهذا أن ما كان بينهم من عهود الوداد قد أهمل ولم يبق له أثر في أنفسهم (شاسعة) اسم الفاعل من (شسع المكان) أي بعد بعدا سحيقا (أماما) أراد أمامة، فرخم في غير النداء ضرورة، وله نظائر نذكرها في بيان الاستشهاد.

الإعراب: (ألا) حرف تنبيه (أضحت) أضحى: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث (حبالكم) حبال: اسم أضحى، وهو مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه (رماما) خبر أضحى منصوب بالفتحة الظاهرة (وأضحت) الواو حرف عطف، أضحى: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث (منك) جار ومجرور متعلق بشاسعة (شاسعة) خبر أضحى تقدم على اسمها (أماما) اسم أضحى مؤخر عن خبرها مرفوع بضمة مقدرة على الحرف المحذوف للترخيم الواقع في غير النداء ضرورة.

الشاهد فيه: قوله (أماما) حيث رخم الاسم غير المنادى، ومع ذلك جاء به على لغة من ينتظر الحرف المحذوف فأبقى آخر الكلمة بعد الحذف كما كان قبله، ولولا اعتبار المحذوف لأجراه على ما يقتضيه العامل فرفعه، وذلك يرد على المبرد الذي أوجب ترخيم مثل ذلك على لغة من لا ينتظر، ويعامل الباقي بعد حذف الآخر معاملة الكلمة المستقلة فيجري حركات الإعراب على آخر ما بقي منها.

ومثل هذا البيت في كل ما ذكرناه قول الشاعر: =