أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المنصوب على الاختصاص

صفحة 67 - الجزء 4

هذا باب المنصوب على الاختصاص⁣(⁣١)


=

أبو حنش يؤرّقني وطلق ... وعمّار، وآونة أثالا

أراد (وآونة أثالة).

ويحتمله قول الشاعر، وينسب إلى عبيد بن الأبرص:

ليس حيّ على المنون بخال

أراد (ليس حي بخالد على الموت) وإنما قلنا (يحتمله) لأنه يجوز أن تكون هذه الكسرة التي في آخر (بخال) هي الكسرة التي كانت قبل الحذف، ويجوز أن تكون كسرة جديدة اجتلبها العامل وهو حرف الجر.

ومثل البيت الشاهد قول أوس بن حبناء:

إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته ... أو أمتدحه فإنّ النّاس قد علموا

أراد (إن ابن حارثة).

ومن الحذف في غير النداء قول خفاف بن ندبة:

كنواح ريش حمامة نجديّة ... ومسحت باللّثتين عصف الإثمد

أراد (كنواحي ريش حمامة) فحذف الياء.

بل إنهم قد يحذفون من الحرف مثل قول النجاشي الحارثي (وهو الشاهد رقم ١٠٠ السابق في باب كان وأخواتها):

فلست بآتيه ولا أستطيعه ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

أراد ولكن اسقني، فحذف النون من لكن، وهو حرف وليس اسما.

(١) الاختصاص في اللغة: مصدر قولك (اختصصت فلانا بكذا) تريد أنك خصصته به وجعلته له لا يتجاوزه إلى غيره، وهو في اصطلاح النحاة (تخصيص حكم علق بضمير ما تأخر عنه من اسم ظاهر معرف).

والكلام المشتمل على الاختصاص خبر استعمل في صورة النداء من باب التوسع، ونظيره أنهم استعملوا صورة الأمر في الخبر قياسا في نحو (أجمل بذي المروءة) وهي صيغة من صيغتي التعجب، وقد مضى القول فيها في باب التعجب، كما استعملوا صيغة الخبر في الأمر والدعاء، نحو قولهم (اتقى اللّه امرؤ فعل خيرا يثب عليه) أي ليتق اللّه وليفعل خيرا، بدليل جزم الجواب وهو (يثب عليه) ومنه قوله تعالى:

{وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} أي ليرضعن أولادهن، ونظائره كثيرة. =