أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الذي لا ينصرف نوعان:]

صفحة 108 - الجزء 4

  والثاني: الجمع الموازن لمفاعل، أو مفاعيل⁣(⁣١)؛ ك (دراهم) و (دنانير).

  وإذا كان مفاعل منقوصا فقد تبدل كسرته فتحة؛ فتنقلب ياؤه ألفا؛ فلا ينوّن، ك (عذارى) و (مدارى)، والغالب أن تبقى كسرته؛ فإذا خلا من (أل)، والإضافة أجري في الرفع والجرّ مجرى قاض وسار في حذف يائه وثبوت تنوينه، نحو: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ}⁣(⁣٢) {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ}⁣(⁣٣)، وفي النصب مجرى دراهم في سلامة آخره وظهور فتحته نحو: {سِيرُوا فِيها لَيالِيَ}⁣(⁣٤)

  و (سراويل) ممنوع من الصّرف مع أنّه مفرد⁣(⁣٥)؛ فقيل: إنّه أعجمي حمل على


(١) المراد بمفاعل ههنا: كل اسم بعد ألف جمعه حرفان، سواء أكان مبدوءا بميم نحو مساجد أم لم يكن نحو صيارف وجواهر، والمراد بمفاعيل: كل اسم بعد ألف تكسيره ثلاثة أحرف أوسطها ساكن، سواء أكان مبدوءا بالميم نحو مصابيح أم لم يكن نحو عصافير وقراطيس.

(٢) سورة الأعراف، الآية: ٤١

(٣) سورة الفجر، الآيتين: ١ و ٢

(٤) سورة سبأ، الآية: ١٨

(٥) اختلف العلماء في لفظ (سراويل) أمفرد أعجمي هو قد جاء على وزن الجمع العربي أم هو عربي، وهو جمع حقيقة له مفرد مستعمل أو مقدر؟ فذهب أبو العباس المبرد إلى أنه جمع حقيقة، وله مفرد مستعمل، وهو سروالة، وأنشد دليلا على ذلك قول الشاعر:

عليه من اللّؤم سروالة ... فليس يرقّ لمستعطف

ويقال: مفرده سروال - بدون تاء - وممن ذكر أن سراويل جمع له مفرد مستعمل الأخفش وأبو حاتم والحريري.

وقيل: إن سراويل مفرد أعجمي جاء على زنة الجمع العربي فعامله العرب معاملة الجمع تبعا للفظه.

والذي صححه كثير من العلماء هو ما ذهب إليه أبو العباس المبرد ومن ذكرنا من حملة اللغة، إذ هم نقلة أثبات، وقد نقلوا هذا كما نقلوا غيره مما أخذناه عنهم، وقلنا بمقتضاه، فلا معنى لرد قولهم في هذا الموضوع وادعاء أن البيت الذي استشهدوا به مصنوع.