هذا باب ما لا ينصرف
  الخامس: (أمس) مرادا به اليوم الذي يليه يومك، ولم يضف، ولم يقرن بالألف واللام، ولم يقع ظرفا، فإنّ بعض بني تميم تمنع صرفه مطلقا؛ لأنّه معدول عن الأمس، كقوله:
  [٤٨٣] -
  لقد رأيت عجبا مذ أمسا
= اللغة: (حذام) اسم امرأة، قال السيوطي: هي حذام بنت اليان بن جسر بن تميم، ويقال: هي امرأة من عنزة وأبوها العتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة.
الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان (قالت) قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث (حذام) فاعل قالت مبني على الكسر في محل رفع، والجملة من الفعل وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها (فصدقوها) الفاء واقعة في جواب إذا، صدقوا فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة فاعله، وضمير الغائبة العائد إلى حذام مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا (فإن) الفاء حرف دال على التعليل، إن: حرف توكيد ونصب (القول) اسم إن (ما) اسم موصول خبر إن (قالت) قال: فعل ماض، والتاء حرف دال على التأنيث (حذام) فاعل قالت، مبني على الكسر في محل رفع، وجملة الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بقال، أي فإن القول هو الذي قالته حذام.
الشاهد فيه: قوله (حذام) في الموضعين؛ فإنه مبني على الكسر على لغة أهل الحجاز، ولو أنه أعربه إعراب ما لا ينصرف لرفعه لأنه وقع فاعلا، وقد دلت قوافي القصيدة على أن الثانية مكسورة؛ فهي التي تدل دلالة ظاهرة على المقصود، والأولى محمولة عليها.
[٤٨٣] - هذا الشاهد مما لم أقف على نسبته إلى قائل معين، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٤)، والذي ذكره المؤلف ههنا بيت من الرجز المشطور، وبعده قوله:
عجائزا مثل السّعالي خمسا
اللغة: (لقد رأيت) يروى (إني رأيت) (عجبا) انظر في معنى العجب ما قدمناه في شرح الشاهد رقم ٤٤٨ (عجائزا) جمع عجوز، وهي من النساء المرأة التي هرمت وشاخت (السعالي) جمع سعلاة - بكسر السين وسكون العين - وهي الغول، والعرب تشبه كل ما يبعث الرعب والخوف في النفوس بالغول، ولا يزال هذا التشبيه جاريا على ألسنة العامة في مصر. =