هذا باب ما لا ينصرف
  وجمهورهم يخصّ ذلك بحالة الرّفع، كقوله:
  [٤٨٤] -
  اعتصم بالرّجاء إن عنّ بأس ... وتناس الّذي تضمّن أمس
= ورواية الأعلم:
عجائزا مثل الأفاعي خمسا
الإعراب: (إني) إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه مبني على السكون في محل نصب (رأيت) فعل وفاعل (عجبا) مفعول به لرأيت، والجملة من الفعل الماضي وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر إن (مذ) حرف جر (أمسا) ظرف زمان مجرور بمذ وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية والعدل، ومن روى (لقد رأيت) كالمؤلف هنا فاللام عنده واقعة في جواب قسم مقدر، والتقدير: واللّه لقد رأيت، وقد: حرف تحقيق، ورأيت: فعل وفاعل، وعجبا: مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعول لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
الشاهد فيه: قوله (مذ أمسا) فإنه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ فدل على أن قوما من العرب يعاملون هذا اللفظ معاملة الاسم الذي لا ينصرف في أحواله كلها.
ومن الناس من قال: إن (أمسا) في البيت فعل ماض، والتقدير (مذ أمسى المساء) وأنت خبير أن الرسم لا يحتمل هذا التأويل؛ لأنه يقتضي كتابة الكلمة بالياء؛ لأن الألف رابعة.
[٤٨٤] - ولم أقف على نسبة هذا الشاهد إلى قائل معين، وهو بيت من الخفيف.
اللغة: (اعتصم) تقول: اعتصم فلان بكذا، تريد أنه استمسك به وجعله عصمة له يرجع إليه عند الشدة، والمراد هنا الأمر بالثقة، والتأكد من حدوث الفرج بعد الضيق، وعدم الاستسلام إلى القنوط واليأس من تبدل الأحوال (الرجاء) هو الأمر وتوقع حصول ما تطلبه وترقبه (عنّ) ظهر، ويروى في مكانه (عزّ) بالزاي، ومعناه قهر وغلب، ومنه قول الشاعر:
قطاة عزّها شرك فأضحت ... تجاذبه وقد علق الجناح
(بأس) بالباء الموحدة - أي شدة ومشقة، ويقع في بعض الأمهات (يأس) بالمثناة التحتية (تناس) معناه تغافل، ولا تلق بالا له.
الإعراب: (اعتصم) فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (بالرجاء) جار ومجرور متعلق بقوله اعتصم (إن) حرف شرط جازم (عنّ) فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم (بأس) فاعل عنّ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق =