هذا باب ما لا ينصرف
  والحجازيون يبنونه على الكسر مطلقا، على تقديره مضمّنا معنى اللام، قال:
  [٤٨٥] -
  ومضى بفصل قضائه أمس
  والقوافي مجرورة.
= الكلام (وتناس) الواو عاطفة، تناس: فعل أمر مبني على حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (الذي) اسم موصول مفعول به لتناس (تضمن) فعل ماض (أمس) فاعله مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من تضمن وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب يتضمن محذوف، وتقدير الكلام: وتناس تضمنه أمس.
الشاهد فيه: قوله (تضمن أمس) فإنه مرفوع بالضمة الظاهرة؛ فدل ذلك على أن قوما من العرب يعربون هذه الكلمة، ولا يبنونها كالحجازيين.
[٤٨٥] - قد نسبوا هذا الشاهد لتبع بن الأقرن، ومنهم من يقول: هو لأسقف نجران، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:
اليوم أعلم ما يجيء به
اللغة: (مضى) ذهب (بفصل قضائه) أراد بقضائه الفاصل: أي القاطع؛ فالمصدر بمعنى اسم الفاعل، وإضافته لما بعده من إضافة الصفة للموصوف.
الإعراب: (اليوم) هو بالرفع مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (أعلم) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (ما) اسم موصول مفعول به لأعلم مبني على السكون في محل نصب (يجيء) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اليوم (به) جار ومجرور متعلق بقوله يجيء، وجملة يجيء وفاعله وما تعلق به لا محل لها من الإعراب صلة ما الموصولة، وجملة أعلم وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ (ومضى) الواو حرف عطف، مضى: فعل ماض (بفصل) الباء حرف جر: فصل: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمضي، وفصل مضاف وقضاء من (قضائه) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وقضاء مضاف وضمير الغائب العائد إلى أمس مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر (أمس) فاعل مضى مبني على الكسر في محل رفع.
الشاهد فيه: قوله (أمس) فإنه مكسور مع أنه في مكان المرفوع لكونه فاعلا؛ فهو يدل على أن من لغة قوم من العرب بناء هذا اللفظ على الكسر.