أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يصرف غير المنصرف لواحد من أربعة أسباب]

صفحة 124 - الجزء 4

  فإن أردت بأمس يوما من الأيام الماضية مبهما، أو عرّفته بالإضافة، أو بالأداة فهو معرب إجماعا، وإن استعملت المجرّد المراد به معين ظرفا، فهو مبنيّ إجماعا.

[يصرف غير المنصرف لواحد من أربعة أسباب]

  فصل: يعرض الصرف لغير المنصرف لأحد أربعة أسباب⁣(⁣١):

  الأول: أن يكون أحد سببيه العلميّة ثم ينكّر؛ تقول: (ربّ فاطمة وعمران وعمر ويزيد وإبراهيم ومعد يكرب وأرطى).

  ويستثنى من ذلك ما كان صفة قبل العلمية، ك (أحمر) و (سكران) فسيبويه يبقيه غير منصرف، وخالفه الأخفش في الحواشي، ووافقه في الأوسط⁣(⁣٢).

  الثاني: التّصغير المزيل لأحد السببين، ك (حميد) و (عمير) في أحمد وعمر، وعكس ذلك نحو: (تحلئ) علما؛ فإنه ينصرف مكبّرا ولا ينصرف مصغّرا؛ لاستكمال العلتين بالتصغير⁣(⁣٣).

  الثالث: إرادة التناسب، كقراءة نافع والكسائي سلاسلا⁣(⁣٤)، و {قَوارِيرَا}⁣(⁣٥)، وقراءة الأعمش ولا يغوثا ويعوقا ونسرا⁣(⁣٦).


(١) في هذا المسألة قولان آخران غير القول الذي اختاره المؤلف والذي حاصله أنه لا يجوز صرف الاسم الذي اجتمع فيه العلتان اللتان تقتضيان منعه من الصرف إلا بسبب من هذه الأسباب، فأما أحد هذين القولين فهو أنه يجوز صرف الاسم الذي اجتمع فيه العلتان المذكورتان مطلقا، أي وجد واحد من هذه الأسباب الأربعة أو لم يوجد، وأما القول الثاني فحاصله أنه يجوز صرف الاسم الذي على صيغة منتهى الجموع - وهو المعبر عنه بالجمع الذي لا نظير له في الآحاد - في الاختيار مطلقا: أي وجد أحد الأسباب المذكورة أو لم يوجد.

(٢) قد مضى قولنا في الاسم الذي اجتمع فيه الوصفية والعدل، ثم زالت عنه الوصفية فسمي به، وبينا مذاهب النحاة فيه، وعلة كل قول منها.

(٣) لأنه بعد التصغير يصير (تحيليء) على وزن تدحرج مضارع دحرج.

(٤) سورة الإنسان، الآية: ٤.

(٥) سورة الإنسان، الآية: ١٥.

(٦) سورة نوح، الآية: ٢٣.