[ناصبه أربعة]
  فأبدلت الألف نونا، خلافا للفرّاء، ولا (لا أن) فحذفت الهمزة تخفيفا والألف للسّاكنين، خلافا للخليل والكسائي.
[الثاني «كي» المصدرية واختلاف النحاة فيما ترد له كي]
  الثاني: (كي) المصدرية، فأمّا التعليلية فجارة والناصب بعدها (أن) مضمرة(١)، وقد تظهر في الشعر، وتتعيّن المصدرية إن سبقتها اللام نحو: {لِكَيْلا تَأْسَوْا}(٢) والتعليلية إن تأخّرت عنها اللام أو أن، نحو قوله:
  [٤٩٠] -
  كي لتقضيني رقيّة ما ... وعدتني غير مختلس
(١) قد أخبرتك في مطلع باب حروف الجر (٢ ص ١٥ وما بعدها) أن الأخفش يرى أن كي لا تكون إلا حرف جر دالّا على التعليل كاللام، وأن الناصب للمضارع بعدها هو أن المصدرية ظاهرة إن ذكرت في الكلام أو مقدرة إن لم تذكر، وأن الخليل بن أحمد يرى أنه لا ناصب للفعل المضارع سوى أن المصدرية ظاهرة أو مقدرة، كما قلت لك إن جمهور الكوفيين يرون أن كي لا تكون إلا حرفا مصدريا، وأنه إذا وقع في الكلام (أن) بعد كي كما في قول جميل بن معمر
لكيما أن تغر وتخدعا
كانت أن بدلا من كي، وإذا وقعت اللام بعد كي في كلام ما كما في قول ابن قيس الرقيات
كي لتقضيني رقية بعض ما
كانت كي مصدرية ناصبة للمضارع، وكانت اللام زائدة، وإن لم يذكر فعل مضارع بعد كي في كلام ما كما في قول العرب (كيمه) فهو مقدر بعدها منصوبا بها، فتقدير هذه العبارة: كي تفعل ما ذا؟ مثلا، فكن من ذلك على ذكر، ولا تغفل.
(٢) سورة الحديد، الآية: ٢٣.
[٤٩٠] - هذا الشاهد بيت من المديد من كلام عبد اللّه بن قيس الرقيات، وقبل هذا البيت قوله:
ليتني ألقى رقيّة في ... خلوة من غير ما أنس
كي لتقضيني رقيّة ما ... وعدتني.. البيت، وبعده
حلوة إذ تكلّمها ... تمنع الماعون باللّقس
اللغة: (لتقضيني) لتوفي لي بما وعدت، وتقول: قضى فلان ما عليه، وقضى دينه، إذا أوفاه أو برأ ذمته منه (مختلس) ذكر العيني والبغدادي أنه مصدر ميمي بمعنى الاختلاس، وهو أخذ الشيء خطفا، تقول: خلست كذا، واختلسته، إذا أخذته بسرعة، وأفضل مما ذهبا إليه أن يكون (مختلس) اسم مفعول من هذه المادة.
الإعراب: (كي) حرف تعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لتقضيني) اللام للتعليل مؤكدة لكي، تقضي: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حرف =